تنفيس كربة المسلم من موجبات المغفرة
 

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم: إشباع جوعته وتنفيس كربته).

* شرحه:

في هذا الحديث فوائد شتى وأهمها:

1-إدخال السرور على قلب المؤمن:

إن إدخال المسلم السرور على قلب أخيك المسلم من أعظم الأعمال ويكون ذلك بنحو بشارة بإحسان أو إتحاف بهدية أو تفريج كرب أو إشباع جوعته...إلخ.

فقد قال عليه الصلاة والسلام: (من سر مؤمناً فإنما يُسِرُ الله عز وجل، ومن عظّم مؤمناً فإنما يُعَظمُ الله عز وجل، ومن أَكرَمَ مؤمناً فإنما يُكَرِمُ الله عز وجل).

2-إشباع المسلم وكسوته: إن من أطعم مسلماً فقد شهد له النَّبيّ صلى الله عليه وسلم بالمغفرة وأنه من أهل الجنة.

فقد روى الإمام أحمد 3/13- 14 وأبو داود برقم (1682) والترمذي برقم (4449) وقال: هذا حديث غريب، وقد روى هذا عطية عن أبي سعيد موقوفاً وهو أصح عندنا وأشبه 4/633 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: (إيمّا مسلم كسا مسلماً ثوباً على عري كساه الله من خضر الجنة، وأيما مسلم أطعم مسلماً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، وأيما مسلم سقى مسلماً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم) أي خمر الجنة.

وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: (ما من مسلم كسا مسلماً ثوباً إلا كان في حفظ من الله ما دام منه عليه خرقة).

وأما من ترك أخاه المسلم عائداً فقد شهد له سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلم بعدم الإيمان وبراءة ذمة الله منه.

روى ابن أبي شيبة في (مسنده) عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أيما أهل عرصة ظل فيهم امرؤ جائعاً فقد بِرئْتُ منهم).

************

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ( من فرج عن أخيه المؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والأخرة، والله تعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).

* شرحه:

هذا الحديث في معنى الحديث التاسع والثاني عشر والرابع عشر. وقد سبق شرحها. وهي تتلاقى مع هذا الحديث في مضمونه وكثير من ألفاظه وأحكامه. فلا داعي لأن نعيد شرح ذلك وبحسبنا أن نقول: إن هذا الحديث العظيم، والجامع لأنواع من العلوم والآداب الإسلامية. ومن أصول وقواعد ديننا الخالد...

والتعبير بمؤمن هنا دون لفظ (مسلم) أو عبد أو إنسان أو ما شاكل ذلك، لحكمة عالية، وهي أن فرج عن إنسان مخلص لله متوكل عليه. لا ينتظر الفرج إلا من مولاه. وفي الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في (مسنده): (من أراد أن تستجاب دعوته، وتنكشف كربته، فليفرج عن معسر).

  • أهم المصادر والمراجع:

-          الأربعون حديثاً في اصطناع المعروف: الإمام زكي الدين عبدالعظيم المنذري

-          انظر: الآداب الشرعية: الإمام محمد بن مفلح المقدسي.

-          خلق المسلم: د. وهبة الزحيلي.

-          معرفة علوم الحديث: الإمام الحاكم.