حديث فضل الحامدين
 

أخرجه ابن ماجه في كتاب الأدب فضل الحامدين برقم: 3801

عن عبد الله بن عمر أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حدَّثهم أنَّ عبداً من عباد الله قال يا ربَّ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك فعضلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها فصعدا إلى السماء وقالا يا ربَّنا إنَّ عبدك قد قال مقالةً لا ندري كيف نكتبها قال الله عزَّ وجلَّ وهو أعلم بما قال عبده ماذا قال عبدي قالا يا ربَّ إنَّه قال يا ربَّ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك فقال الله عزَّ وجلَّ لهما اكتباها كما قال عبدي حتَّى يلقاني فأجزيه به.

شرح الحديث:

فعضلت بالملكين، فلم يدريا كيف يكتبانها، أي اشتدت على الملكين هذه الكلمة فلم يعلما مقدار ما يكتب لها من الثواب ليكتباه لقائلها، لأن أجرها عظيم لا يعلمه إلا الله تعالى، ولم يطلعهما على مقداره. قال في القاموس: عضل به الأمر: اشتد به الأمر كأعضل. ا.هـ فالمعنى اشتدت هذه الكلمة عليهما.

حديث كثرة قول النبي صلى الله عليه وسلم (سبحان الله وبحمده، أستغفر الله، وأتوب إليه)

أخرجه مسلم كتاب الصلاة باب ما يقال في الركوع والسجود، برقم: 1088

عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثرُ من قول سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه قالت فقلت يا رسول الله أراك تكثر من قول سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه فقال خبَّرني ربَّي أنَّي سأرى علامةً في أمتي فإذا رأيتها أكثرتُ من قول سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه فقد رأيتها إذا جاء نصر الله والفتحُ فتحُ مكَّة ورأيت النَّاس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبَّح بحمد ربَّك واستغفره إنَّه كان توَّاباَ.

وفي رواية لمسلم عنها زيادة: اللهم اغفر لي يتأوَّلُ القرآن.

شرح الحديث:

قال النووي رحمه الله: معنى يتأول القرآن – يعمل ما أمر به في قوله الله: ﴿فسبَّح بحمد ربَّك واستغفره إنَّه كان توَّاباً﴾ وكان صلى الله عليه وسلم يقول هذا الكلام البديع في الجزالة، المستوفى ما أمره الله به في الآية، وكان يأتي به في الركوع والسجود لأن حالة الصلاة فيهما أفضل من غيرها، فكان يختارهما لأداء هذا الواجب الذي أمر به ليكون أكمل، والخضوع به فيهما يكون أوضح وأظهر من غيرهما. ومعنى سبحان الله: براءة وتنزيهاَ لله من كل نقص وكل صفة للحادث (وبحمده) أي وبحمدك سبحانك أي بتوفيقك وهدايتك وفضلك عليَّ سبحتك، لا بحولي وقوتي. ففيه شكر الله على نعمه والاعتراف بها – والاستغفار منه صلى الله عليه وسلم وهو مغفور له من باب العبودية والافتقار إلى الله. والله أعلم ا. هـ نووي.