لكلَّ داءٍ دواءٌ يُستَطَبُّ به
 

ومن دلائل نبوّةِ النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه مسلم في صحيحه عن جابرٍ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «لكلَّ داءٍ دواءٌ، فإذا أُصيبَ دواءُ الدَّاءِ برأَ بإذن الله عزَّ وجلَّ».

وفي هذا الحديثِ معانٍ عظيمةٌ، فقوله صلى الله عليه وسلم: «لكلَّ داءٍ دواءٌ» يرفعُ روح المريض المعنوية، وحالته النفسية التي تساعد كثيراً على شفائه من مرضه، وفي هذا الحديث الشريف تشجيعٌ للعلماء والباحثين على الاجتهاد والبحث عن دواءٍ لكلَّ داءٍ لم يُكتشف له علاجٌ، وفي هذا الحديث الشريف تنبيهٌ إلى دقة التشخيص وصولاً لاختيار العلاج المناسب.

وقوله صلى الله عليه وسلم: « فإذا أُصيب دواءُ الداءِ» فيه إشارةٌ إلى ضرورة دقة التشخيص للمرض، وإشارةٌ إلى ضرورة حسن اختير الدواء المناسب لهذا المرض، من حيث النوعُ والكمُّ، وتقصَّي أقلَّ الأعراض الجانبيةحدوثاً.

لكنّ البرءَ في النهاية لا يكون حتماً عند الإصابة في التشخيص، والإصابة في اختيار الدواء المناسب بالكمية المناسبة، وفي الوقت المناسب، هذه كلُّها شروطٌ لازمة، ولكنّها غيرُ كافيةٍ، فلا بد من أنْ يسمحَ اللهُ للدواء أنْ يفعل فِعْلَه في العامل الممرضِ، شفاءً، أو تخفيفاً، لذلك قال عليه الصلاة والسلام: «بَرَأَ بِإِذْنِ الله عزَّ وجلَّ».

إنّ ممّا يكمَّلُ الأخذَ بالأسباب التوجه إلى الله بالدعاء، لأنه مسبَّبُ الأسباب، لذلك ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «داووا مرضاكم بالصَّدقاتِ»، وروي عنه: «الصَّدقةُ في السَّرَّ تُطْفِئ غَضَبَ الرَّبَّ»، وروي عنه: «بَاكِرُوا بالصَّدقةِ، فإنَّ البَلاءَ لا يَتَخَطَّاها».

* * *

* المصدر:

- آيات الله تعالى في الإنسان: د. محمد راتب النابلسي.

- انظر: الطب الإسلامي: د. محمد نزار الدقر.