باب ما جاء في خاتم النبوة ، وفيه (4) أحاديث
 

1) حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حاتم بن إسماعيل عن الجعد بن عبد الرحمن قال: سمعت السائق بن يزيد يقول: «ذهبت بي خالتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إنَّ ابن أختي وَجِعٌ([1]) فمسح صلى الله عليه وسلم رأسي ودعا لي بالبركة وتوضأ فشربت من وَضُوئه، وقمت خلف ظهره، فنظرت إلى الخاتم الذي بين كتفيه، فإذا هو مثلُ زِرِّ الحَجَلة([2])». (صحيح).

2) حدثنا أبو مصعب المدني، حدثنا يوسف بن الماجشون عن أبيه عن عاصم بن عمر بن قتادة عن جدته رميثة قالت: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم – ولو أشاء أن أُقَبّل الخاتم الذي بين كتفيه من قُرْبِهِ لفعلت – يقول لسعد بن معاذ([3]) يوم مات: اهتزّ له عرش الرحمن». (صحيح).

3) حدثنا محمد بن بشار، حدثنا أبو عاصم، حدثنا عَزرة بن ثابت قال: حدثني عَلْباء بن أحمر اليشكري قال: حدثني أبو زيد عمرو بن أخطب الأنصاري قال: «قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا زيد اُدنُ مني فامْسَحْ ظهري، فمسحت ظهره، فوقعت أصابعي على الخاتم، قلت: وما الخاتم؟ قال: شعرات مجتمعات». (صحيح).

3) حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث الخزاعي، حدثنا علي بن حسين بن واقد، حدثني أبي حدثني عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبي بريدة يقول: «جاء سلمان الفارسي([4]) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة بمائدة عليها رُطَب فوضِعت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا سلمان، ما هذا؟ فقال: صدقة عليك وعلى أصحابك، فقال: ارفعها فإنا لا نأكل الصدقة. قال: فرفعها، فجاء الغد بمثله، فوضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا يا سلمان؟ فقال: هدية لك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ابسطوا. ثم نظر إلى الخاتم على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمن به، وكان لليهود، فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا درهماً على أن يغرس لهم نخلاً فيعمل سلمان فيه حتى تطعم، فغرس رسول الله صلى الله عليه وسلم النخيل إلا نخلة واحدة غرسها عمر، فحملت النخل من عامها ولم تحمل النخلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما شأن هذه النخلة؟ فقال عمر: يا رسول الله أنا غرستها، فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فغرسها فحملت من عامها» (حسن).

4) حدثنا محمد بن بشار، حدثنا بشر بن الوضاح، حدثنا أبو عقيل الدورقي، عن أبي نضرة العوفي قال: «سألت أبا سعيد الخدري عن خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كان في ظهره بَضْعَةٌ([5]) ناشزةٌ([6])» (حسن).

[1] وَجع: أي مرض.

[2] زِرُّ الحَجَلة: الحجلة: اسم طائر معروف، وزرّ الحجلة: بيضها.

[3] سعد بن معاذ: صحابي جليل، سيد الأوس، أسلم بالمدينة على يد مصعب بن عمير بين العقبة الأولى والثانية وأسلم بإسلامه بنو عبد الأشهل وكان مطواعاً في قومه، شهد بدراً وأحداً ورمي في الخندق فمات من جرحه بعد شهر.

[4]سلمان الفارسي: صحابي جليل، فاته شهود بدر وأحد بسبب الرق وشهد الخندق وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي الدرداء، وأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق.

وأخرج الترمذي في سننه في المناقب، باب: مناقب سلمان الفارسي رضي الله عنه، ح/3798، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة: علي وعمار وسلمان» قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن صالح. تفرد به المصنف، وفي إسناده بشر بن الوضاح البصري وهو صدوق وباقي رجال الإسناد ثقات. والحديث أخرجه أحمد، 3/69، من طريق آخر.

[5] بَضْعَة: قطعة من اللحم.

[6] ناشزة: أي ظاهرة ومرتفعة عما حولها.