ترجمة الإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري
 

اسمه ونسبه ومولده: هو الحافظ محمد بن عبد الله بن حمدويه بن نعيم بن الحكيم، أبو عبد الله الضبي الطهماني النيسابوري، الشافعي. المعروف بابن البَيِّع([1][1]).

ولد في يوم الاثنين ثالث شهر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة بنيسابور.

طلبه للعلم ورحلاته العلمية: طلب الحاكم العلم في صغره بعناية والده وخاله، وكان أول سماعه في سنة ثلاثين وثلاثمائة. واستملى على أبي حاتم بن حاتم بن حبان في سنة أربع وثلاثين وهو ابن ثلاث عشرة سنة.

ولحق الأسانيد العالية بخرسان، والعراق، وبلاد ما وراء النهر. وسمع من نحو ألفي شيخ، فقد سمع بنيسابور من ألف نفس، وارتحل إلى العراق وهو ابن عشرين سنة، فقدم بعد موت إسماعيل الصفار بيسير.

حدَّث الحاكم عن أبيه، وكان أبوه قد رأى مسلماً صاحب «الصحيح»، وعن محمد بن علي المذكر، ومحمد بن يعقوب الأصم، ومحمد بن يعقوب الشيباني بن الأخرم، ومحمد بن أحمد بن بالويه الجلاب، وأبي جعفر محمد بن الصفار، وصاحبي الحسن بن عرفة: علي بن الفضل الستوري، وعلي بن عبد الله الحكيمي، وإسماعيل بن محمد الرازي، ومحمد بن القاسم العتكي، وأبي جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي الجمال، ومحمد بن المؤمل الماسرجسي، ومحمد بن محبوب محدّث مرو، وأبي حامد أحمد بن علي بن حسنويه، وحسن بن يعقوب البخاري، والقاسم بن القاسم السياري، وأبي بكر أحمد بن إسحاق الصِّبغي، وأحمد بن محمد عبدوس العنزي، ومحمد بن أحمد الشعبي الفقيه، وإسماعيل بن محمد الشعراني وغيرهم.

أما من حدَّث عنه فهم: الإمام الدارقطني وهو من شيوخه، وأبي الفتح بن أبي الفوارس، وأبو العلاء الواسطي، ومحمد بن أحمد بن يعقوب، وأبو ذر الهروي، وأبو يعلى الخليلي، وأبو بكر البيهقي، وأبو القاسم القشيري، وأبو صالح المؤذن والزكي عبد الحميد البحيري، ومؤمل بن محمد بن عبد الواحد، وأبو الفضل محمد بن عبيد الله الصرام، وعثمان بن محمد المحمي، وأبو أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، وخلق سواهم.

ثناء العلماء على الحاكم: لقد أثنى كثير من العلماء على أبي عبد الله الحاكم ثناءً حسناً، وهذا بعض ما قاله بعض العلماء الأجلاء:

قال الخطيب: كان من أهل الفضل والعلم والمعرفة والحفظ، وله في علوم الحديث مصنفات عدة. ثم قال: وكان ثقة.

وقال عبد الغافر بن إسماعيل: هو إمام أهل الحديث في عصره، العارف به حق معرفته، ثم قال: وبيته بيت الصلاح والورع والتأذين في الإسلام. وقال: وتصانيفه المشهورة تطفح بذكر شيوخه.

وقال الذهبي: الإمام الحافظ، الناقد، العلامة، شيخ المحدثين.

وقال: الحافظ الكبير إمام المحدثين

وقال ابن كثير: وقد كان من أهل الدين والأمانة والصيانة والضبط والتجرد والورع.

آثاره العلمية: هذا وقد ترك الإمام الحاكم لنا العديد من المصنفات النافعة والتي لم يُسبق إلى مثلها كما قال ابن خلكان، فمن مصنفاته:

1- كتاب الأربعين.

2- الأسماء والكنى.

3- الإكليل في دلائل النبوة.

4- أمالي العشيات.

5- الأمالي.

6- تاريخ نيسابور.

7- كتاب الدعاء.

8- شؤالات الحاكم للدارقني في الجرح والتعديل.

9- سؤالات مسعود السجري للحاكم.

10- الضعفاء.

11- علل الحديث.

12- فضائل فاطمة.

13- فوائد الشيوخ.

14- ما تفرد به كل من الإمامين.

15- المدخل إلى علم الصحيح.

16- المدخل إلى معرفة المستدرك.

17- مزكي الأخبار.

18- معجم الشيوخ.

19- المستدرك على الصحيحين. وهو كتابنا هذا.

20- معرفة علوم الحديث.

21- المعرفة في ذكر المخضرمين.

22- مقتل الحسين.

23- مناقب الشافعي.

وفاته: توفي الإمام أبو عبد الله الحاكم بعد أن ترك لنا من آثاره العلمية جل المؤلفات. قال السبكي في طبقات الشافعية: «وثبتت وفاته سنة خمس وأربعمائة ووهم مَنْ قال: سنة ثلاث وأربعمائة».

 

* انظر ترجمته في:

- الأنساب 2/370.

- وفيات الأعيان 4/280، 281و

- سير الأعلام النبلاء 17/162: 177.

- تذكرة الحفاظ 3/1039: 1045.