أحكام الراء: تفخيمها وترقيقها
 
 

الحروف التي ينتابها التفخيم والترقيق هي الراء واللام والألف ويتبعها الغنة، وإليك بيان أحوالها:

* أحكام الراء:

قبل أن نبدأ ببيان أحكامها من حيث التفخيم والترقيق أود أن أبيّن بعض الأمور المتعلقة بها. فهي أولاً انفردت بصفة التكرير، وكما علمنا في باب صفات الحروف اللازمة أن هذه الصفة تُعرف لتُجتنب، ويكون اجتنابها بتثبيت طرف اللسان بأصول الثنايا العليا، كما أنها تتصف بصفة الانحراف، فلا ينبغي أن يبالغ فيها لئلا تتحول إلى لام.

كما أنه لا ينبغي أن يبالغ في ترقيقها إنْ كانت مرققة، فيذهب لفظها وينقلها عن مخرجها إلى مخرج اللام.

وبعد هذه المقدمة عن الراء نبدأ ببيان أحكامها من حيث الترقيق والتفخيم فنقول:

للراء من حيث التفخيم والترقيق ثلاث حالات هي: التفخيم والترقيق وجواز الوجهين.

* الحالة الأولى: تفخيم الراء:

تفخم الراء في الحالات التالية:

1- أن تكون مفتوحة بعدها ألف، كما في: ﴿رَّابِيَةً﴾، ﴿رَّاضِيَةٍ﴾.

2- أن تكون مفتوحة ليس بعدها ألف، كما في: ﴿رَبَتْ﴾، ﴿الرَّحْمَنُ﴾، ﴿رَبِّ﴾.

3- أن تكون مضمومة بعدها واو، كما في: ﴿بِرُوحِ الْقُدُسِ﴾، ﴿الرُّومُ﴾.

4- أن تكون مضمومة ليس بعدها واو، كما في: ﴿رُّبَمَا﴾، ﴿غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.

5- أن تكون ساكنة قبلها مفتوح، كما في: ﴿بِسَحَرٍ﴾، ﴿مُزْدَجَرٌ﴾.

6- أن تكون ساكنة قبلها مضموم، كما في: ﴿مُّرْتَابٌ﴾، ﴿مُرْسَاهَا﴾.

7- أن تكون ساكنة قبلها ألف المد، كما في: ﴿النَّارِ﴾، ﴿الْغَفَّارُ﴾.

8- أن تكون ساكنة قبلها واو المد، كما في ﴿غَفُورٌ﴾، ﴿كَفُورٌ﴾.

9- أن تكون ساكنة قبلها ساكن قبله مفتوح، كما في ﴿وَالْفَجْرِ﴾، ﴿عَشْرٍ﴾.

10- أن تكون ساكنة قبلها كسر عارض، وهذا لا يتحقق إلا إذا سبقها همزة وصل، وهذه لا تكون إلا في الفعل، كما في: ﴿ارْجِعِي﴾، ﴿ارْحَمْهُمَا﴾.

11- أن تكون ساكنة قبلها ساكن قبله مضموم، كما في: ﴿صُفْرٌ﴾، ﴿كُفْرٌ﴾.

12- أن تكون ساكنة قبلها كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء غير مكسور في نفس الكلمة، كما في: ﴿قِرْطَاسٍ﴾، ﴿مِرْصَادًا﴾، ﴿فِرْقَةٍ﴾، فلو جاء في كلمة أخرى بعدها فليس له اعتبار كما في ﴿فَاصْبِرْ صَبْرًا﴾.

·         ملاحظة: التفخيم في الراء على أربع مراتب هي:

المرتبة الأولى: أن تكون مفتوحة بعدها ألف، كما في: ﴿رَّاضِيَةٍ﴾، ﴿الرَّاحِمِينَ﴾، وهذا أعلى التفخيم.

المرتبة الثانية: وهي أدنى من الأولى، وهي أن تكون مفتوحة ليس بعدها ألف، أو تكون ساكنة قبلها مفتوح، أو تكون ساكنة قبلها ألف المد، أو تكون ساكنة قبلها ساكن قبله مفتوح، وقد تقدمت الأمثلة في حالات التفخيم.

المرتبة الثالثة: وهي أدنى من الثانية، وهي أن تكون ساكنة قبلها كسر عارض، أو أن تكون ساكنة قبلها كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء غير مكسور كما تقدم في أمثلة حالات التفخيم.

المرتبة الرابعة: وهي أدنى من الثالثة، وهي أن تكون مضمومة بعدها واو المد، أو مضمومة ليس بعدها واو المد، أو ساكنة قبلها ضمة، أو ساكنة قبلها واو المد، أو ساكنة قبلها ساكن قبله مضموم كما تقدم في أمثلة حالات التفخيم.

·         ملاحظة (1): السكون الذي تحدثنا عنه في الراء سواء كان متوسطاً أو متطرفاً بسبب الوقف، فلا فرق من حيث الأحكام، غير أننا في حالة الوصل يزول السكون وتعود الراء إلى حالتها الأصلية، فعندئذٍ تأخذ الراء حكمها حسب الحركة التي عليها.

·         ملاحظة (2): الراء الساكنة بسبب الوقف تكون مفخمة في الحالات التي ذكرت قبل وإن كانت في الوصل مكسورة. هذا إذا وقفنا عليها بالسكون، أما إذا وقفنا عليها بالروم، فعندئذٍ لا تكون مفخمة لأن الروم كالوصل فتكون حركتها الكسرة.

* الحالة الثانية: ترقيق الراء.

ترقق الراء في الحالات التالية:

1- أن تكون مكسورة مطلقاً بعدها ياء أو ليس بعدها ياء، كما في: [الْغَرمِينَ]، [تجْرى].

2- أن تكون ساكنة قبلها كسر أصلي وليس بعدها حرف استعلاء في نفس الكلمة، كما في: ﴿فِرْعَوْنَ﴾.

3- أن تكون ساكنة قبلها ياء المد، كما في: ﴿قَدِيرٌ﴾، ﴿بَصِيرٌ﴾.

4- أن تكون ساكنة قبلها ياء اللين، كما في: ﴿خَيْرٍ﴾، ﴿ضَيْرَ﴾.     

5- أن تكون ساكنة قبلها ساكن ليس حرف استعلاء قبله مكسور، كما في: ﴿حِجْرٍ﴾، ﴿السِّحْرَ﴾.

6- أن يأتي بعدها ألف ممالة، وهذه لا توجد إلا في كلمة ﴿مَجْرَاهَا﴾ من قوله تعالى: ﴿بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا﴾ [41 هود].

ملاحظة: الراءات الساكنة المتطرفة المرققة إذا كانت في حالة الوصل مضمومة أو مرفوعة ووقفنا عليها بالروم فإنها عندئذٍ تكون مفخمة وليست مرققة.

* الحالة الثالثة: جواز الترقيق والتفخيم:

يجوز في الراء التفخيم والترقيق معاً في الحالات التالية:

1- أن تكون ساكنة قبلها حرف استعلاء ساكن قبله مكسور، كما في: ﴿مِّصْرَ﴾، ﴿الْقِطْرِ﴾ في حالة الوقوف عليها ساكنة، ففي ﴿مِّصْرَ﴾ يجوز الوجهان والتفخيم أولى لأنها في حالة الوصل مفخمة، وفي ﴿الْقِطْرِ﴾ يجوز الوجهان والترقيق أولى لأنها في حالة الوصل مرققة.

2- أن تكون ساكنة قبلها كسر أصلي وبعدها في نفس الكلمة حرف استعلاء مكسور، كما في: ﴿فِرْقٍ﴾، فإنه يجوز فيها الوجهان والترقيق أولى، فمن رقق نظر إلى أنها ساكنة سبقها كسر أصلي دون النظر إلى حرف الاستعلاء لأنه مكسور، ومن فخَّم نظر إلى حرف الاستعلاء.

3- أن تكون ساكنة بسبب الوقف مكسورة عند الوصل وبعدها ياء محذوفة، كما في: ﴿يَسْرِ﴾، ﴿أَسْرِ﴾، ﴿وَنُذُرِ﴾، فإنه يجوز فيها الترقيق بالنظر إلى أنها مكسورة بعدها ياء حذفت تخفيفاً، كما في: ﴿يَسْرِ﴾، ﴿وَنُذُرِ﴾، أو بناء، كما في: ﴿أَسْرِ﴾، ويجوز فيها التفخيم بالنظر إلى أنها ساكنة قبلها ساكن قبله مفتوح أو مضموم، والترقيق أولى لأنها في حالة الوصل مرققة.

·         ملاحظة: كل الراءات التي يجوز فيها الترقيق والتفخيم معاً، الترقيق فيها أولى إلا راء ﴿بِمِصْرَ﴾ فقط فالتفخيم أولى كما تقدم.

وإلى هذا أشار الشيخ المتولي وأنه اختيار ابن الجزري منظوماً:

وفي إذا يسر اختيار الجزريترقيقه وهكذا ونذر

ومصر فيها اختار أن يفخماوعكسه في القطر عنه فاعلما

وذلك كله في حال وقفناوالروم كالوصل على ما بُيّنا

 

·         أهم المصادر والمراجع:

-          بغية عباد الرحمن لتحقيق تجويد القرآن: الشيخ محمد شحادة الغول.

-          كيف تقرأ القرآن: محمد الفرج صادق.

-          دروس في ترتيل القرآن: محمد فائز شيخ الزور.

 
 
دليل الأبحاث العلمية حول القرآن الكريم