أحكام الميم الساكنة
 
 

مقدمة

الفصل الأول: الإخفاء الشفوي: تعريفه، حروفه، طريقة تطبيقه، الفرق بينه وبين الإقلاب.

الفصل الثاني: الإدغام المتماثلان الصغير: تعريفه، حروفه، طريقة تطبيقه.

الفصل الثالث: الإظهار الشفوي: تعرفه، حروفه، طريقة تطبيقه.

مقدمة

تعريفها:

هي الميم التي تسكن الشفتان عند النطق بها وسكونها ثابت في الوصل والوقف فإن الميم التي سكونها ثابت لكنها حركت لالتقاء الساكنين وقد تحرك بالفتح ومن هذه لا يوجد إلا ميم واحدة في القرآن هي ميم ميم من[الم] في أول سورة آل عمران عند وصل الآية الأولى بالثانية فإنها تقرأ هكذا [ألف لام مّيمَ الله لا إله إلا هو الحي القيوم].

وقد تحرك بالضم وهذه لا تكون إلا في ميم الجماعة أو ما ألحق بها إذا جاء بعدها ساكن كما في﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ﴾ [البقرة:216]، وفي ﴿وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ﴾ [آل عمران:139]، وفي﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ﴾ وفي ﴿هَاؤُمُ اقْرَؤُوا﴾ [الحاقة:19].

أما إذا جاء بعدها متحرك فإنها تكون ساكنة سكوناً أصلياً ثابتاً كما في ﴿هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة:82]،﴿وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً﴾ [البقرة:72﴾ ، ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ﴾ [البقرة:74].

﴿تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾[البقرة: 85].

وقد تحرك بالكسرة في سائر الحالات الأخرى إذا جاء بعدها ساكن كما في﴿قُمِ اللَّيْلَ﴾ [المزمل:2]و﴿أَمِ ارْتَابُوا﴾[النور:50].

والخلاصة فالميم التي تجري عليها أحكام الميم الساكنة هي التي لم تتحرك بأية حركة للتخلص من التقاء الساكنين كما بينا أعلاه والتي لا يكون سكونها عارضاً بسبب الوقف كما في ﴿عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾[النساء:26]، فهذه الميم لها ثلاثة أحكام مع الحروف الهجائية الثمانية والعشرين إذا جاءت بعدها، سواء بعد الميم في نفس الكلمة أو جاء الميم في آخر الكلمة وحرف الهجاء في أول التي بعدها هي: الإخفاء الشفوي والإدغام المتماثلان الصغير والإظهار الشفوي.

الإخفاء الشفوي

تعريفه:

الإخفاء لغة: الستر.

واصطلاحاً: النطق بالميم الساكنة على صفة بين الإظهار والإدغام مع مراعاة الغنة وعدم التشديد.

حروفه:

له حرف واحد فقط هو الباء.

تسميته: سمي بالإخفاء الميم الساكنة عند الباء وسمي بالشفوي لأن الميم والباء كليهما يخرجان من الشفتين.

طريقة تطبيقه:

إذا جاء بعد الميم الساكنة باء نخفي الميم الساكنة عند الباء ونغنها قدر حركتين من غير إطباق الشفتين لنتلافى التشديد لأن تلافيه شرط في الإخفاء ولا يتحقق ذلك إلا بعدم إطباق الشفتين كما في ﴿كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾ [المطففون: 17] و﴿مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ﴾ [النساء: 157]، وهذا الحكم لا يطبق إلا أن تكون الميم الساكنة في آخر الكلمة والباء في أول التي بعدها.

الفرق بين الإخفاء الشفوي والإقلاب:

الإخفاء الشفوي يحتاج في تطبيقه إلى عملية واحدة هي إخفاء الميم الساكنة عند الباء أما الإقلاب فإنه يحتاج إلى عمليتين:

1- قلب النون الساكنة ميماً ساكنة.

2- إخفاء الميم الساكنة عند الباء.

الإدغام المتماثلان الصغير

تعريفه:

في الاصطلاح: دمج الميم الساكنة بالميم ليصيرا ميماً واحدة مشددة تغن قدر حركتين.

المثلين: يعني الميم بمثلها اسماً ورسماً أو مخرجاً وصفة.

الصغير: الذي لا يحتاج إلى عمل كثير وسنفصل ذلك بمشيئة الله عند الكلام عن الإدغام.

حروفه:

له حرف واحد وهو الميم.

طريقة تطبيقه:

إذا جاء بعد الميم الساكنة ميم سواء كان ذلك في كلمة واحدة أو في كلمتين فإننا ندمج الميم الساكنة في الميم التي بعدها ليصيرا ميماً واحدة مشددة تغن قدر حركتين.

مثال الذي في كلمة واحدة [أَلَمْ] [المر] فإنهما يقرآن هكذا [ألف لامّيم] [ألف لامّيمرا] لأن أصل لفظ الأولى هكذا [ألف لام ميم] فآخر لام ميم ساكنة وأول ميم ميم فدمجنا الأولى في الثانية فصارتا ميماً واحدة مشددة نغنها قدر حركتين وأصل اللفظ الثاني هكذا [ألف لام ميم را] فآخر لام ميم ساكنة جاء بعدها ميم في أول ميم فدمجتا معاً فصارتا ميماً واحدة مشددة تغن قدر حركتين.

ومثال الذي في الكلمتين [وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ]، [إِلا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ].

يقرأ الأول هكذا [ ولكمّا كسبتم] ويقرأ الثاني هكذا [إلا وأنتمُُّّسلمون].

الإظهار الشفوي أو الشفهي

تعريفه:

اصطلاحاً: إخراج الميم الساكنة من مخرجها بدون غنة إذا جاء بعدها أحد حروف الإظهار.

شفوياً: لخروج الميم الساكنة المظهرة من الشفتين.

حروفه:

وحروفه ستة وعشرون حرفاً الباقية من حروف الهجاء بعد إخراج الباء والميم.

طريقة تطبيقه:

إذا جاء بعد الميم الساكنة أحد هذه الحروف الستة والعشرين نخرج الميم الساكنة من مخرجها بدون غنة ويسمى ذلك إظهاراً شفوياً سواء كانت الميم الساكنة وحرف الإظهار في كلمة واحدة كما في [تَمْترُونَ] [كَأَمْثَالِ] [أَمْطَرْنَا] [فَدَمْدَمَ] أو كانت الميم الساكنة في آخر الكلمة وحرف الإظهار في أول التي بعدها كما في [أَمْ

جَعَلُوا] [أَمْ يَقُولُونَ] [قَتَلْتُمْ نَفْساً] [فَادَّارَءْتُمْ فِيهَا] [يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ في طُغْيَانِهُمْ ].

واتحقيق الإظهار الشفوي نطبق الشفتين عند الميم الساكنة ثم نفرجهما بسرعة لأننا لو أطبقناهما وثبتناهما لتحول ذلك إلى غنة.

وينبغي تحقيق ذلك بصورة آكد إذا جاء بعد الميم الساكنة واو أو فاء حتى لا تختفي لديهما لقربها من الفاء في المخرج ولاتحادها مع الواو فيه وكلاهما وجد في قواه تعالى:﴿اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ [البقرة: 15].

  • أهم المصادر والمراجع:

-          بغية عباد الرحمن لتحقيق تجويد القرآن: الشيخ محمد شحادة الغول.

-          كيف تقرأ القرآن: الشيخ محمد الصادق أبو الفرج.

-          دروس في ترتيل القرآن الكريم: لشيخ محمد فائز شيخ الزرو.

-          علم التجويد: د. يحيى غوثاني.

 
 
دليل الأبحاث العلمية حول القرآن الكريم