4- الوقف القبيح
 
 

تعرفه: هو الوقف على كلام لا يؤدي معنى صحيحاً لشدة تعلقه بما بعده لفظاً ومعنى مع عدم الفائدة أو أفاد معنى غير مقصود أو أوهم فساد المعنى.

حكمه: يحرم تعمد الوقف عليه إلا لضرورة ملجئة.

علاماته:

1- الوقوف على المضاف دون المضاف إليه كالوقوف على ﴿بسمِ﴾ من﴿بسْمِ اللّهِ﴾.

2- الوقوف على الفعل دون المفعول كالوقوف على﴿اهدنا﴾ من﴿اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾.

3- الوقوف على الموصوف دون الصفة كالوقوف على﴿الصِّرَاطَ﴾ من﴿اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾.

4- الوقوف على المبتدأ دون الخبر كالوقوف على﴿الْحَمْدُ﴾ من﴿الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.

5- الوقوف على الفعل دون الفاعل كالوقوف على﴿قال﴾ من﴿قَالَ اللّهُ﴾[المائدة:115].

6- الوقوف على إن وأخواتها دون اسمها كالوقوف على﴿إن﴾ من﴿إِنَّ اللّهَ﴾[لقمان:16].

7- الوقوف على اسم إن وأخواتها دون خبرها كالوقوف على﴿إِنَّ اللَّهَ﴾ من﴿إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾[لقمان:16].

8- الوقوف على كان وأخواتها دون اسمها كالوقوف على﴿كان﴾ من﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾[البقرة:213].

9- الوقوف على كان وأخواتها دون خبرها كالوقوف على﴿كَانَ النَّاسُ﴾ من ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ [البقرة:213].

10- الوقوف على ظن وأخواتها دون اسمها على﴿يظن﴾ من﴿أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ4/83لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [المطففون:4].

11- الوقوف على اسم ظن وأخواتها دون خبرها كالوقف على﴿أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ﴾ من﴿أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ4/83لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [المطففون:4].

12- الوقوف على المستثنى منه دون المستثنى كالوقوف على﴿الشَّيْطَانَ﴾ من﴿وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾[النساء:83].

13- الوقوف على صاحب الحال دون الحال كالوقوف على﴿بَيْنَهُمَا﴾ من﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ﴾[الأنبياء:16].

14- الوقوف على المميز دون التميز كالوقوف على﴿وتسعون﴾ من ﴿إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً﴾[ص:23].

15- الوقوف على اسم موصول دون صلته كالوقوف على﴿الذي﴾ من﴿الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ﴾[الناس:5].

16- الوقوف على الاستفهام دون المستفهم عنه كالوقوف على ﴿كيف﴾ من﴿فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ﴾[الأعراف:93].

17- الوقوف على أداة الشرط دون فعل الشرط كالوقوف على ﴿إن﴾ من﴿إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا﴾[القصص:57].

18- الوقوف على فعل الشرط دون جوابه كالوقوف على ﴿إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ﴾ من﴿إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا﴾[القصص:57].

19- الوقوف على النفي دون المنفي كالوقوف على﴿ما﴾ من﴿مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ﴾[المائدة:117].

20- الوقوف على النهي دون المنهى عنه كالوقوف على﴿لا﴾ من﴿وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ﴾.

21- الوقوف على﴿حيث﴾ دون ما بعدها كالوقوف على ﴿حيث﴾ من﴿وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ﴾.

22- الوقوف على حرف الجر دون المجرور كالوقوف على﴿من﴾في ﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾.

رمزه في المصحف: اصطلحت أكثر المصاحف على أن ترمز لهذا الوقف بمصطلح (لا) غير أن بعضها رمز بهذا المصطلح على بعض رؤوس الآي.

فالرمز (لا) في وسط الآية يرمز به لمنع الوقف.

والرمز (لا) في رأس الآية يرمز به لمنع القطع وقد أشرنا إلى هذا من قبل.

تسميته: وسمي هذا الوقف قبيحاً لقبح الوقوف عليه لعدم الفائدة أو لتغير المعنى أو لإيهامه فساد المعنى.

أقسامه: يتبين من التعريف ومن تسميته أن الوقف القبيح ثلاثة أقسام:

الأول: وهو الوقوف على العامل دون معموله وسط الآية.

كالأمثلة التي ذكرناها في علاماته وهي اثنان وعشرون مثالاً فارجع إليها. وهذا النوع لا يجوز تعمد عليه إلا

لضرورة ملجئة وعند ذلك  يجب عليه أن يبتدئ بما قبل الكلمة الموقوف عليها ثم يصلها بما بعدها إلى أن

ينتهي إلى ما يجوز الوقف عليه.

الثاني: وهو الوقف على كلام يفيد معنى غير مقصود لدى الشارع الحكيم لتوقف ما بعده على ما قبله ليتم المعنى

المراد.

كالوقوف على كلمة ﴿الصَّلاَةَ﴾ من قوله تعالى: ﴿لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ﴾[النساء:43].

والوقف هنا يوهم النهي عن أداء الصلاة مطلقاً وهو ليس كذلك بل النهي عن اقتراب الصلاة مع السكر حتى

تعلموا ما تقولون وهذا المعنى لا يتم إلا إذا انضم إليه ما بعده.

وكالوقوف على ﴿الظَّالِمِينَ﴾ من قوله تعالى: ﴿يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾[الإنسان:31].

فالوقف في هذا المكان يوهم بأن الظالمين داخلون في رحمة الله وليس كذلك بل أعد الله لهم عذاباً أليماً وهذا

المعنى لا يتم إلا إذا انضم إليه ما بعده.

فهذا وما ماثله مما هو خارج عن حكم الأول في المعنى لا يجوز تعمد الوقوف عليه إلا لضرورة ملجئة وعندئذٍ

يجب عليه أن يبتدئ بما قبل الكلمة الموقوف عليها ثم يصلها بما بعدها إلى أن ينتهي إلى ما يجوز الوقوف عليه.

الثالث: الوقوف على كلام يوهم فساد المعنى وفيه سوء أدب مع الله عز وجل. كالوقوف على لفظ الجلالة (الله)

في قوله تعالى: ﴿فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾[البقرة:258]. وكالوقوف على كلمة

﴿لاَ يَسْتَحْيِي﴾ في قوله تعالى:﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾[البقرة:26].

وكالوقوف على المنفي الذي بعده إثبات.

كالوقوف على كلمة ﴿إِلَهَ﴾ في قوله تعالى﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾[محمد:19].

وكالوقوف على كلمة ﴿أَرْسَلْنَاكَ﴾ في قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾[الأنبياء:107].

فهذا لا يجوز تعمد الوقف على شيء منه إلا لضرورة ملجئة وعند ذلك يجب عليه أن يبتدئ بما قبل الكلمة

الموقوف عليها ثم يصلها بما بعدها إلى أن ينتهي إلى ما يجوز الوقف عليه.

  • أهم المصادر والمراجع:

-          بغية عباد الرحمن لتحقيق تجويد القرآن: الشيخ محمد شحادة الغول.

-          دروس في ترتيل القرآن: محمد فائز شيخ الزور.

-          انظر: كيف تقرأ القرآن: د. يحيى غوثاني.

 
 
دليل الأبحاث العلمية حول القرآن الكريم