المقطوع والموصول (1)
 
 

المقطوع: وهو المحل الذي تقطع فيه الكلمة عما بعدها في رسم المصاحف العثمانية.

الموصول: وهو المحل الذي توصل فيه الكلمة بما بعدها.

والقطع هو الأصل، والوصل فرع منه، لأن الأصل في الكلمة أن تكون مفصولة عن غيرها رسماً، ولا بد لقارئ القرآن الكريم من معرفة المقطوع والموصول، وقد أوجب علماء الأداء على القارئ معرفة هذا الفصل ليقف على المقطوع في محل قطعه في مقام التعلم، أو عند انقطاع النفس أو اختبار ممتحن، أو نحن ذلك، ويصل الموصول عند انقضائه، والمراد من معرفة هذا الفصل أن الكلمة المقطوعة يجوز الوقف عليها دون الموصولة، وإذا كانت موصولة بما بعدها لم يجز الوقف إلا على الكلمة الثانية منها، وإذا كان مختلفاً في قطعها ووصلها جاز الوقوف على الأولى أو الثانية من الكلمتين، وإليك بيان ذلك بالتفصيل:

أولاً: (أنْ) عن (لاَ).

فتقطع (أنْ) المفتوحة الهمزة الساكنة النون عن (لاَ) النافية في عشرة مواضع في القرآن الكريم وهي:

1- ﴿حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ﴾ [الأعراف 7/105].

2- ﴿أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ﴾ [الأعراف 7/169].

3- ﴿أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ﴾ [التوبة 9/118].

4- ﴿وَأَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ﴾ [هود 11/14].

5- ﴿أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ﴾ [هود 11/26].

6- ﴿أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا﴾ [الحج 22/26].

7- ﴿أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ﴾ [يس 36/60].

8- ﴿وَأَنْ لَّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ﴾ [الدخان 44/19].

9- ﴿أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا﴾ [الممتحنة 60/12].

10- ﴿أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ﴾ [القلم 68/24].

وهذه المواضع العشر بالقطع قولاً واحداً وقد وقع الخلاف بين القطع والوصل في موضع واحد وهو قوله تعلى: ﴿أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ﴾ [الأنبياء 21/87] فكتبت في بعض المصاحف بالوصل وفي بعضها بالقطع.

وما عدا ذلك فهو موصول نحو ﴿أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ﴾ [هود 11/2] و﴿أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا﴾ [طه 20/89] و﴿أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ﴾ [النمل 27/25] و﴿أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ﴾ [النمل 27/31و﴿أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [النجم 53/28].

ثانياً: ﴿إِنْ) عن (مَا).

وتقطع (إِنْ) المكسورة الهمزة الساكنة النون عن (ما) في موضع واحد، وهو ﴿وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ﴾ [الرعد 13/40] وما عداه فموصول في جميع المواضع نحو: ﴿وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ﴾ [يونس 10/46] وغافر [40/77] وقوله ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ﴾ [الأنفال 8/58]، و﴿فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا ﴾ [مريم 19/26].

أما (أَمّا) المفتوحة الهمزة فهي موصولة في جميع المواضع اتفاقاً نحو: ﴿أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ﴾ [الأنعام 6/143، 144] و﴿أَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ ﴿أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [النمل 27/59،84]

ثالثاً: (عَنْ) مع (مَا).

وتقطع (عَنْ) الجارة عن (مَا) الموصولة في موضع واحد، وهو ﴿فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ ﴾ [الأعراف 7/166]، وما عداه فموصول في جميع المواضع اتفاقاَ نحو: ﴿عَمَّا يَقُولُونَ﴾ [المائدة 5/73] و﴿عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [القصص 28/ 68] و﴿عَمَّا يَصِفُونَ﴾ [الصافات 37/180].

رابعاً: (مِنْ) عن (مَا).

وتقطع (مِنْ) الجارة عن (ما) الموصولة في موضعين وهما: ﴿عَمَّا يَصِفُونَ﴾ [النساء: 4/25] و﴿مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم﴾ [الروم 30/28] وقد وقع الخلاف في موضع واحد وهو قوله تعالى: ﴿وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم﴾ [المنافقون: 63/10] وما عدا ذلك فموصول نحو: ﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾ ﴿مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا﴾ وكلاهما [بالبقرة 2/3، 23] و﴿مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا﴾ [نوح: 71/25].

خامساً: (أَمْ) عن (مَنْ).

وتقطع (أَمْ) عن (مَنْ) في أربعة مواضع وهي:

1- ﴿أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً﴾ [النساء 4/109].

2- ﴿أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ﴾ [التوبة 9/109].

3- ﴿أَم مَّنْ خَلَقْنَا﴾ [الصافات 37/11].

4- ﴿أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا﴾ [فصلت 41/40].

وما عدا ذلك فموصول اتفاقاً نحو: ﴿أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ﴾ [ يونس 10/35]و﴿أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ و﴿أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا﴾ وكلاهما [النمل 27/60، 61].

سادساً: (أَنْ) عن (لَمْ).

وتقطع (أَنْ) المفتوحة الهمزة الساكنة النون عن (لَمْ) الجازمة حيث وقعت في القرآن الكريم نحو: ﴿ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى﴾ [الأنعام 6/131] و﴿أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ﴾ [البلد 90/7]

وأما (إِنْ) المكسورة الهمزة ساكنة النون مع (لَمْ) الجازمة فموصولة في موضع واحد وهو: ﴿فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ﴾ [هود 11/14] وما عداه فمقطوعة حيث وقعت في القرآن الكريم اتفاقاً نحو: ﴿فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ﴾ [البقرة 2/24] و﴿وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ﴾ [المائدة 5/73] و﴿فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ﴾ [يوسف 12/60].

سابعاً: (إنَّ) عن (مَا).

وتقطع (إِنَّ) المكسورة الهمزة المشددة النون عن (ما) الموصولة في موضع واحد بلا خلاف وهو: ﴿إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ﴾ [الأنعام 6/134]. وقد وقع الخلاف في موضع واحد وهو قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا عِندَ اللّهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ [لنحل 16 95] وما عدا ذلك فموصول بلا خلاف نحو: ﴿إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾[النساء 4/171] و﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات 49/10] و﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ﴾ [ المرسلات 77/7].

ثامناً: (أَنَّ) عن (مَا):

وتقطع (أَنَّ) المفتوحة الهمزة المشددة النون عن (مَا) في موضعين بلا خلاف وهما: ﴿وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ﴾ [ الحج 22/62] و﴿وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ﴾ [لقمان 31/30] وقد وقع الخلاف في موضع واحد وهو قواه تعالى: ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم﴾ [الأنفال 8/41]. وما عدا ذلك فموصول بلا خلاف نحو: ﴿فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ﴾ [المائدة 5/92]. و﴿أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ [ الكهف 18/110].

تاسعاً: (حيثُ) عن (مَا):

وتقطع (حيثُ) عن (مَا): في موضعين لا ثالث لهما في القرآن الكريم وكلاهما في سورة البقرة: ﴿وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ﴾ [ 2/144،150].

عاشراً: (كُلّ) عن (مَا):

وتقطع (كُلّ) عن (مَا) في موضع واحد بلا خلاف وهو ﴿وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ﴾ [إبراهيم 14/34]. وقد وقع الخلاف بين القطع والوصل في أربعة مواضع وهي:

1- ﴿كُلَّ مَا رُدُّوَاْ﴾ [ النساء 4/91].

2- ﴿﴾ [ الأعراف 7/38].

3- ﴿كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ﴾ [المؤمنون 23/44].

4- ﴿كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ﴾ [الملك 67/8]

وما عدا ذلك فموصول بلا خلاف نحو: ﴿كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ﴾ [البقرة 2/25] و﴿كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ﴾ [المائدة 5/64] و﴿كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ﴾ [آل عمران 3/37].

  • المصدر:

-          كيف تحفظ القرآن: الشيخ محمد أبو الفرج.

-          وانظر: بغية عباد الرحمن إلى تحقيق تجويد القرآن: الشيخ محمد شحادة الغول.

 
 
دليل الأبحاث العلمية حول القرآن الكريم