قضاء حاجة المسلم من المنجيات
 

عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «من قضى لأخيه حاجة كنت واقفاً عند ميزانه فإن رجح، وإلا شفعت له».

* شرحه:

تفكر أخي المسلم حال وجودك يوم القيامة في المحشر لا تدري ماذا سيُفعل بك في ذلك اليوم الذي لا سلطان فيه إلا سلطان الله. ذلك اليوم يتلاقى البشر جميعاً وتُعرض على الناس أعمالهم التي قدّموا في الحياة الدنيا في ذلك اليوم المشهود.

في ذلك اليوم ترى الناس بارزين بلا ساتر ولا واق ولا خداع يومئذ.

هنالك يتضاءل المتكبّرون وينزوي المتجبّرون ويقف الوجود كلّه خاشعاً والعباد كلهم خضّع.

وينفرد المالك بالملك وهو الواحد القهار بالسلطان.

وهو متفرد به في كل آن – فتصمت كل نأمة، وتسكن كل حركة، وينطلق صوت جليل رهيب يسأل ويجيب فما في الوجود كله يومئذ من سائل غيره ولا مجيب: «لمن الملك اليوم؟.. لله الواحد القهار».

هناك ﴿يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا﴾ [الزلزلة: 6]، ﴿مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ﴾ [القمر: 8]، وتوضع الموازين، فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، وأما من كان مقصراً ولكنه كان يقضي حاجات أخيه المسلم إذ برسول الله عليه الصلاة والسلام يأتيه فيشفع له من الهلاك الذي كاد أن يكون متحققاً فينجو من عذاب سقر التي لا تبقي ولا تذر.

فالذي خفت موازينه فقد خفّت في ميزان الله الذي لا يظلم ولا يخطئ ﴿وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ﴾ [الأعراف: 9] وقد خسروا أنفسهم فماذا يكسبون؟ فانظر أخي إلى عظيم فضل ربك عليك بعمل قليل فيما يبدو – وهو قضاء حاجة لأخيك- ينجيك من الهلاك وأي هلاك؟ إنه هلاك سقر.

وإن تركت أخي المسلم معونة أخيك فقد جاءك أيضاً الوعيد من قِبَل رسول الله عليه الصلاة والسلام. وهو ما رواه الدولابي في (كتاب الدرة البيضاء). وازين، فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، وأما من كان مقصراً ولكنه كان يقضي حاجات أخيه المسلم إذ برسول الله

عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما من عبد يدع معونة أخيه بالسعي في حاجة قضيت له أو لم تقضَ إلا ابتلي بمعونة من يأثم فيه ولا يؤجر عليه).

وقد روى الطحاوي أيضاً عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أُمِر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة فلم يزل يسأل الله تعالى ويدعوه حتى صارت عليه واحدة فامتلأ قبره عليه ناراً، فلما ارتفع عنه أفاق فقال: علامَ جلدتني؟ قال: إنك صليت صلاة بغير طهور، ومررت على مظلوم فلم تنصرْه.

....

  • أهم المصادر والمراجع:

-          الأربعون حديثاً في اصطناع المعروف: الإمام زكي الدين عبدالعظيم المنذري

-          انظر: الآداب الشرعية: الإمام محمد بن مفلح المقدسي.

-          خلق المسلم: د. وهبة الزحيلي.