ربنا حيي كريم يستجيب الدعاء
 

وعن سلمان- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« إنَّ ربَّكم حييٌّ كريمٌ يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أنْ يردَّهما صفراً» أخرجه الأربعة إلا النَّسائيَّ وصحَّحه الحاكم.

- درجة الحديث:

صحيح الإسناد.

قال صديق بن حسن: أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين من حديث سلمان، وأخرجه أيضاً البيهقي، وقال الحاكم صحيح الإسناد من حديث أنس.

وقال الذهبي: هذا حديث مشهور رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم عدد من الصحابة منهم علي وابن عمر وأنس.

- مفردات الحديث:

حييّ:من الحياء وهي صفة ثابتة لله تعالى على ما يليق بجلاله.

صِفْراً: بكسر الصاد أي خالية والمعنى لم يعطه ما سأله.

- ما يؤخذ من الحديث:

1- الحديث يدل على مشروعية رفع اليدين في الدعاء، ورفع اليدين بالدعاء من المسائل التي تواترت فيها الأحاديث تواتراً معنوياً، فقد روي منها عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو مائة حديث لكنها في مواضع مختلفة، فكل واحد منها لم يتواتر لفظاً، وإنما القدر المشترك بينهما هو رفع اليدين بالدعاء، فهو متواتر باعتبار مجموع الطرق الدال كل منها على مسألة بعينها.

2- حكمة رفع اليدين أثناء الدعاء إظهار الافتقار والفاقة أمام الغني الكريم، وتفاؤلاً في أن يضع فيهما جل وعلا الحاجة المطلوبة منه.

3- لذا من كرمه وجوده وعطفه على عبده السائل يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً خاليتين من العطاء، فإنه يجود عليه فيعطيه حاجته ومطلبه فهو الكريم الجواد.

* * * * *

* أهم المصادر والمراجع:

- توضيح الأحكام شرح بلوغ المرام: عبدالله البسام.

- المستدرك على الصحيحين: الحاكم النيابوري.

- نيل الأوطار: الشوكاني.