زيت الزيتون في السنة النبوية
 

في عام (1986) ظهرت أوّل دراسةٍ موضوعيةٍ عن أثر زيت الزيتون في تخفيض كوليسترول الدم، وأظهرت دراسةٌ أخرى تبعتها أنّ أمراض شرايين القلب، واحتشاء العضلة القلبية كانت نادرةً، بل شبه معدومةٍ في جزيرة (كريت)، بسبب أنّ أهل هذه الجزيرة يأكلون من زيت الزيتون كمياتٍ لا توصف كثرةً، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: «كلوا الزَّيت فإنَّه مباركٌ، وائتدموا به، وادَّهنوا به، فإنَّه يخرج مِنْ شجرةٍ مباركةٍ».

قبل عشر سنواتٍ تقربياً كان كلُّ الأطباء ينهون من يشكو من ارتفاع الكوليسترل في دمه عن أكل زيت الزيتون، وقد اكتشف الآن عكس ذلك، حيث إنّ زيت الزيتون يخفَّض نسبة الكوليسترول الضارّ في جسم الإنسان، ويرفع نسبة الكوليسترول النافع.

إنّ زيت الزيتون أسهل أنواع الزيوت هضماً، وفيه قيمةٌ وقائيةٌ، وعلاجيةٌ، وغذائيةٌ، وأجمع الأطبّاء الآن على أنّ هذا الزيت له تأثيرٌ علاجيٌّ عجيبٌ، ويستخدم لمرض السكر، ويستخدم لوقاية الشرايين، والأوعية من تصلُّبها، وترسُّب الموادَّ الدهنية على جُدُرِها.

وأظهرت التحليلات الدقيقة أنّ مئة غرامٍ من زيت الزيتون فيها غرامٌ بروتينات، وأحد عشر غراماً من الدسم، وفيه بوتاسيوم، وكالسيوم، ومغنيزيوم، وفسفورٌ، وحديدٌ، ونحاسٌ، وكبريتٌ، وفيه أليافٌ، وهو غنيٌّ بأهم الفيتامينات المتعلقة بتركيب الخلايا ونشاطها، والمتعلقة بالتناسل، وسلامة العظام، وهو غذاءٌ للدماغ، وغذاء للأطفال، وله تأثيرٌ في تفتيت حصيات المرارة والمثانة.

هذه كلُّها أبحاثٌ علميةٌ قُدمت في مؤتمراتٍ علميةٍ، تثبت أنّ النبيَّ عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى، إنْ هو وحيٌ يوحى.

في زيت الزيتون مادةٌ تمنع تخثُّر الدم، وهذا الزيت الذي قال عليه الصلاة والسلام فيه: « كلوا الزَّيت،وائتدموا به، وادَّهنوا به»،له أثرٌ ملطَّف لالتهاب الجلد، ولبعض الأمراض الجلدية، وله أثرٌ طيَّبٌ ونافعٌ حتى في الاستعمال الخارجيَّ، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، والمؤمن يعرف ماذا يأكل، فلا بد له من موادَّ دسمةٍ، فإمّا أنْ يشتريها نافعةً، وإمّا أنْ يشتريها ضارَّةً.

ذكرت هذا الموضوع لأنّ معظم الناس – قبل أنْ تأتيهم بينةٌ من ربَّهم، وقبل أنْ يعلموا أنّ هذا الدين كمالٌ مطلقٌ، وصوابٌ مطلقٌ – يظنون أنّ أقوال الأطباء الذين لم يبلغوا مرحلة النضج في علمهم، وينهون معظم الناس عن تناول هذا الزيت الذي يخرج من شجرةٍ مباركة، يظنون أنّ هذه الأقوال صحيحةٌ مع أنها مخالفة لحديث النبّي صلى الله عليه وسلم.

ثبت في دراسةٍ علميةٍ دقيقةٍ أنّ هذا الزيت من أهمَّ الضرورات للجسم البشريَّ، حيث فيه ماءٌ، وبروتين، ودهن، وماءات للفحم، وكلسٌ، وفسفور، وحديدٌ، وصوديوم، وبوتاسيوم، وفتامين (ب)، فأمّا الفسفور فهو يغذَّي المخَّ، ويقوَّي الذاكرة، وينشَّط الأعصاب، ويساعد على ترسُّب الكلس في العظام، وأمّا ماءات الفحم فهي مولَّد الطاقة، والتدفئة، والنشاط، وأمّا الفيتامين (ب) فله علاقةٌ بالأخصاب، وله علاقةٌ بأمراض العين، وله علاقةٌ بأمراض المفاصل، وله علاقةٌ بالتهاب العضلات، واختلال التوازن العصبيَّ، وهو مانعٌ للتَّجلُّط، وسقوط الشعر، وتضخم البروستات، ويحول دون تجعُّد الوجه، وأمّا الصوديوم فله دورٌ خطيرٌ في بلازما الدم، وأما البوتاسيوم فهو ضروريٌّ للأعصاب، والقلب، والشرايين، والعضلات، وكلما تقدَّمت بالإنسان السَّنُّ فهو في أمس الحاجة إلى البوتاسيوم، وأمّا الحديد فنقصه يسبَّب فقراً في الدم، وأما الكالسيوم فهو لبناء العظام عند الناس، ولا سيما الأطفال، فكلُّ هذه المعادن نجدها في زيت الزيتون، إضافةً إلى الدهن، وأمّا عن البروتين، وعن الماء فما الذي يسبَّبه نقص هذه المواد في الجسم؟ إنه يسبَّب انحطاط النشاط الفكريَّ، وضعف الذاكرة، وتراخي الجسد، وسرعة التعب، والحساسية للبرد في الأصابع، والأطراف، والإمساك، وضعف الشهية للطعام، بطء شفاء الجروح، وحكَّة في الجلد، وتسوُّساً في الأسنان، واختلاجاً في الأجفان، وزرايا الفم، وتشنُّجاً في العضلات في الليل، ونوماً غير مريح، وآلاماً في المفاصل، فنقص هذه الموادَّ المجموعة في زيت الزيتون يسبَّب هذه المتاعب كلَّها.

هذا الزيت له فعلٌ مليَّنٌ ملطَّفٌ، يستعمل كمضادًّ للإمساك، يلطَّف السطوح الملتهبة، يستعمل في تليين قشور الجلود، ويؤخر الشيب، ويحدُّ من انتشاره.

وفي عام (1990) جرت دراسةٌ مستفيضةٌ، ثبت بموجبها أنّ زيت الزيتون يخفَّف الضغط، ويخفَّف سكر الدم، ويخفَّف الكولسترول في الدم، وكانت نسبة الضغط والسكر والكولسترول أقلَّ بكثير عند الذين يأكلون زيت الزيتون، مقارنةً بالذين لا يأكلونه وقد أُجريت هذه الدراسة على مئة ألف شخص.

وقد عثرت في موقع معلوماتيًّ على حقيقةٍ دقيقةٍ جداً، وهي أنّ علماء بريطانيَّين توصَّلوا إلى أدلةٍ جديدةٍ تثبت المنافع الوقائية لزيت الزيتون في علاج سرطان الأمعاء، الذي يذهب ضحيته عشرون ألف شخص سنوياً في بريطانيا وحدها، وفي العالم رقمٌ كبيرٌ لمرضى ورم الأمعاء الخبيثة.

وثمَّة باحثون آخرون وجدوا أنّ زيت الزيتون يتفاعل في المعدة مع حامض معويًّ، ويمنع الإصابة بمرض السرطان.

إنّ الإصابة بهذا المرض (السرطان) منتشرةٌ في ثمانيةٍ وعشرين بلداً في العالم، يقع معظمها في أوربة، وأمريكا، والبرازيل، وكولومبيا، وكندا، والصين، ووجدوا الباحثون أنّ عوامل غذائيةً تسبًّب إصابة الشخص بهذا المرض، وهذه تقلُّ كثيراً عند من يأكلون الخضراوات والحبوب.

وبعد دراسةٍ مستقصيةٍ دقيقةٍ جداً وجدوا أنّ غذاء شعوب الشرق الأوسط أفضل غذاءٍ في العالم، لأنهم فقراء، ولأنّ اعتمادهم على الخضراوات الكاملة، فلا تجد العصير المعلَّب عندهم، فهذه الموادُّ السيللوزية التي هي قوام الخضراوات والفواكه تسرَّع عملية الهضم، وتمتصُّ الفائض من الكوليسترول، وتقلَّل مدَّة بقاء الطعام في الأمعاء، ثم إنّ زيت الزيتون غذاءٌ أساسيٌّ في هذه البلاد، وإنّ البروتين النباتيَّ المفضَّل عندهم كالحمَّص والفول أيضاً هو أفضل أنواع البروتين، أمّا الأمراض الخطيرة في البلاد الغنية جداً فإنّها تصل إلى ثمانية أضعافٍ لأنهم أغنياء، ويأكلون اللحوم بكمياتٍ كبيرةٍ.

وفي هذه الدراسة أيضاً وُجد أنّ خطر الإصابة بأمراض الأمعاء تقلُّ مع تناول وجباتٍ غذائية غنيةٍ بزيت الزيتون، بل إنّ فوائد زيت الزيتون لا تقتصر على الوقاية من أمراض القلب، فهي تقي من أمراضٍ كثيرةٍ جداً، وقد ذُكر بعضها في هذه الدراسة، بل إنّ عُمر الإنسان كما يقول بعض الأطباء من عمر شرايينه، وزيت الزيتون أحد الأغذية الأساسية في الحفاظ على مرونة الشرايين.

لقد سمَّاها الله في القرآن شجرةً مباركةً، فكلوا الزيت، وادَّهنوا به، «فإنَّه مباركٌ، وائتدموا به، وادَّهنوا به فإنَّه يخرج من شجرةٍ مباركةٍ».

إنّ المقالات التي كانت تنشر، وتحذَّر من زيت الزيتون ليست مقالاتٍ علميةً، لأنها كانت تابعةً لمعامل تصنع الزيوت التي تنتجها تلك الدول الغنية، فمن أجل ترويجها، وصرف الناس عن الزيوت الأساسية كانت تنشر هذه المقالات، فلنحذر هذا الوهم، وهذا الدجل حتى في المقالات العلمية.

سقت هذه الحقائق لأبيَّن لكم حقيقة قول الله عز وجل في القرآن الكريم: ﴿*اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [النور: 35].

وعن عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلوا الزَّيت، وادَّهنوا به فإنَّه من شجرةٍ مباركةٍ».

أليست هذه الدراسة العلمية حول مكوَّنات الزيت، وحول الفوائد الجمَّة التي تحقَّقها هذه المعادن في الجسم الإنسان دليلاً على نبوَّة النبيَّ عليه الصلاة والسلام؟

ينبغي ألا نؤخذ بأقوال الشاردين، فهؤلاء عرفوا بعض الحقائق، ولم يعرفوا  الحقائق كلَّها، كما ينبغي أنْ نتيقَّن من أنّ هذه المقالة علميةٌ، أم هدفها توفير ربحٍ جزيلٍ لجهاتٍ اقتصاديةٍ، وهناك فرقٌ كبيرٌ بين الحالتين.

* * *

زيت الزيتون وقودٌ للجسم البشريَّ

لقد سمَّى ربُّنا سبحانه وتعالى زيت الزيتون وقوداً، فقال سبحانه: ﴿ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ﴾ [النور: 35]، ومعنى كونه وقوداً أنه وقودٌ لهذا الجسم البشريَّ.

لقد اكتشف العلماء أنّ كلَّ غرامٍ واحدٍ من زيت الزيتون فيه ثماني حُريراتٍ – ثماني وحداتٍ حراريةٍ – فإذا تناول الإنسان مئة غرام ٍ فكأنما استمدَّ طاقةً تزيد على ثمانمئة حريرةٍ، أي على نصف حاجته اليومية من الغذاء.الشيء الذي يلفت النظر أنّ الله سبحانه وتعالى جعل في هذا الزيت خاصّةً، وهي أنه مادّةٌ غير مشبعةٍ، ومعنى أنها غير مشبعةٍ، أي تلتحم ذرَّات الدهن العالقة في الدم.

يقول بعض الأطباء: «إنَّ عَمُرَ الإنسان من عُمُرِ شرايينه»، ومن الأمراض الخطيرة مرض تصلُّب الشرايين، وترسُّ الموادَّ الدهنية على جُدُرِها، حيث تضيق اللمعة، ويجهد القلب.

والشيء الدقيق أنّ الله سبحانه وتعالى جعل في هذا الزيت مادّةً مليَّنةً للشرايين، ومادّةً مجرَّفةً للدهون التي تترسَّب على جدرانها، وجعل في هذا الزيت مادّة دهنيةً غير مشبعةٍ، أمّا الزيوتُ الحيوانيةُ المشبعةُ فهي تبقى عالقةً في الدم، ويمكن مع النوم الطويل المديد أنْ تترسَّب على جدران الشرايين، ممّا ضيقها، وتصلُّبها، وما إلى ذلك من متاعب قلبيَّةٍ خطيرةٍ، يقول تعالى: ﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ﴾ [المؤمنون: 20].

وفي آية ثانيةٍ يقول الله جلَّ جلاله: ﴿* اللهُ نُورُ السَّماواتِ والأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاوةٍ فِيَها مِصْبَاحٌ المِصْبَاحُ في زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [النور: 35].

لقد وقف العلماء عند هاتين الآيتين، أمام هذه الشجرة المباركة، شجرة الزيتون، وحيال زيتها الذي يُعدُّ المادة الدهنية الأولى في حياة الإنسان.

ظنَّ بعض العلماء لعدم اطَّلاعهم، أو عدم تحقُّقهم من خيرية هذه الشجرة، أنَّ المواد التي تنتجها ضارَّةٌ، لكنَّ القرآن الكريم، وسنّة النبي عليه الصلاة والسلام ذكرا غير ذلك.

وتؤكَّد البحوث العلمية الصحيحة التي ظهرت قبل سنواتٍ أنّ زيت هذه الشجرة وقودٌ للإنسان، طاقةٌ مُثلى للبشر.

كما ميَّز علماء التغذية بين الحوامض الدهنية المشبعة وغير المشبعة، فهناك موادُّ دسمةٌ مشبعةٌ، وهذه تبقى عالقةً في الدم، وربما تراكمت في جدران الشرايين فسبَّبتْ تضيُّقها، وسبَّبتْ تصلُّبها، وسبَّبتْ ضعف القلب، فالموادُّ الدهنية المشبعة ضارةٌ بالإنسان، لكنّ الموادَّ الدهنية غير المشبعة تتوازن حينما تلتهم بقية الأنواع الدهنية، فوصف العلماء زيت الزيتون بأنه حوامض دهنيةٌ غير مشبعةٍ، تفيد الجسم، وتمنع الترسبات الدُّهنية في جدران الشرايين الدموية، بعكس الحوامض الدهنية المشبعة الموجودة في أكثر الزيوت الحيوانية، وهذه الزيوت الحيوانية المشبعة تسبَّبُ تصلُّب الشرايين، وضعف القلب، لذلك ينصح الأطباء أنْ يتناول الإنسان ملعقةً من زيت الزيتون كلَّ يومٍ ليقيَ، ويعالج بها تصلُّب الشرايين، وهذا الزيت يُطلق البطن، ويسكَّن أوجاعه، ويخرج الدود، وأغلب الدهون الحيوانية يزعج المعدة، إلا زيت الزيتون، وهو يُقوَّي اللَّثة والأسنان، ويلين الجلد، وهو حمضٌ دهنيٌّ غير مشبعٍ، ولا يترسَّب على جدر الأمعاء، ولا يسبَّب تضيقاً في الشرايين، ولا تصلُّباً لها، وهذا معنى قول الله عز وجل: ﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ﴾ [المؤمنون: 20]، وقوله: ﴿ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ﴾ [النور:35]، وفي آية ثالثةٍ: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾ [التين: 1].

وفي حديثٍ صحيحٍ عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم: «كلوا الزيت الزَّيت فإنَّه مباركٌ، وائتدموا به، وادَّهنوا؛ به فإنَّه يخرج من شجرةٍ مباركةٍ»

فكلَّما تقدَّم العلم اقترب ممّا في القرآن والسنة من حقائق، وكلما ابتعد عن القرآن والسنة فهذا دليل تخلُّفه، ودليل نقصه، وانحرافه عن الحقيقة التي جاء بها القرآن والسُّنة.

قال ابن القيَّم عن زيت الزيتون: «فالمعتصر من النضج أعدله وأجوده... ومن الأسود يسخَّن ويرطَّب باعتدالٍ، وينفع من السموم، ويطلق البطن ويخرج الدود، والعتيق منه أشدُّ تسخيناً وتحليلاً، وما استخرج منه بالماء فهو أقلُّ حرارةً، وألطفُ، وأبلغ في النفع، وجميع أصنافه مليَّنةٌ للبشرة، وتبطئ الشيب، وماء الزيتون المالح يمنع من تنفُّط حرق النار، ويشدُّ اللَّثة، وورقه ينفع من الحمرة، والنملة، والقروح الوسخة، ويمنع العرق، ومنافعه أضعاف ما ذكرنا».

* * *