التمر.. في السنة النبوية (2) ألياف التمر... فوائدها وعناصرها المعدنية
 

إنّ الأطباء في حيرةٍ شديدةٍ من ارتفاع نسب الأمراض الخبيثة، والوبيلة والمستعصية في هذه السنوات الأخيرة، وأغلب الظنَّ أنّ هذا يعزى إلى تغيير خلق الله، فحينما نعود إلى الحياة الطبيعية التي أمرنا الله بنا، والتي رسمها لنا، والتي خلقها من أجل أنْ نعيش حياةً ملوها الصحة، والسعادة، فإننا سنحيا حياة طيبة ولذلك ينبغي أنْ نعود إلى الأصول.

إنّ هناك أمراضاً وبيلةً، وخطيرةً تعاني منها المجتمعات الغربية، التي أساس غذائها الغذاء المصفَّى، فإذا خلا غذاء الإنسان من الألياف لم يكن طعامه مفيداً، فيجب أنْ يأكل الإنسان في اليوم ثلاثين غراماً فما فوق من الألياف، وفي مئة غرام من التمر ثمانية غراماتٍ ونصف من الألياف، هذه الألياف تقاوم الإمساك، والإمساك عرضٌ لخمسين مرضاً، وهذه الألياف تقاوم الدهون التي قد تسدُّ الشريان التاجيَّ، الذي هو المرض الأول في هذا العصر، فالتمر له هذه الفائدة الكبيرة.

التمرُ فقيرٌ جداً إلى الصوديوم، أي مئة غرام فيها خمسة مليغراماتٍ من الصوديوم، ولكنه غنيٌّ بالبوتاسيوم، وخمس حاجة الجسم إلى المنغنيزيوم، إذاً هو فقيرٌ إلى العنصر الذي يسبَّب ارتفاع ضغط الدم، الذي يسبَّب الخثرة في الدماغ، والجلطة في الدم، ومع انخفاض ضغط الدم، يتمتَّع الإنسان بصحةٍ مريحةٍ.

في المئة غرام من التمر واحدٌ إلى ستة مليغراماتٍ من الحديد، والإنسان في أمسَّ الحاجة إلى هذا عنصر، وله أثرٌ كبيرٌ في الدم، وفي بعض النشاطات الحيوية في الجسم، وفي المئة غرام من التمر ثلث حاجة الإنسان إلى فيتامين (ب3)، وهذا الفيتامين أساسيٌّ جدّاً في بعض المعادلات الحيوية في الجسم، وقد ورد في الحديث في وصف التمر أنه يذهب الداء، ولا داء فيه.

أتمنى على الله سبحانه وتعالى أن نعود إلى الأغذية الطبيعية التي خُلقت لنا كي نتمتَّع بصحَّتنا التي هي رأس مالنا في الحياة، أما هذه الأغذية التي فيها أصبغةٌ كيميائيةٌ تتراكم، ليكون بعضها مُسرطناُ، أو مسبَّباً لعدّة أمراضٍ وبيلةٍ، فعلينا أن نجتنبها، وكلُّ شيءٍ في هذا العصر فيه تغييرٌ لخلق الله، وفيه مخاطرةٌ، ومقامرةٌ وخيمة العواقب، فالإنسان عليه أنْ يدعه، وأنْ يعود إلى أصل الفطرة.

* * *

*المصدر:

- نظرات في الإسلام: د. محمد راتب النابلسي.

- الطب الإسلامي: د. محمد نزار الدقر.