السواكُ وأثرُه في الجراثيم
 

عنْ عائشةَ رضي الله عنها عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: « السِّواكُ مطهرةٌ للفمِ، مرضاةٌ لِلرَّبِّ».

ورد في مجلةٍ مشهورةٍ تصدرُ في بعضِ البلادِ العربيةِ الشقيقةِ مقالٌ لعالمٍ متخصِّصٍ في علمِ الجراثيمِ والأوبئةِ في ألمانية، يقول: «قرأتُ عن السواكِ الذي يستعمله العربُ كفرشاةٍ للأسنانِ في كتابٍ لرحَّالةٍ زارَ البلادَ العربيةَ».

وعرضَ الكاتبُ الأمرَ بأسلوبٍ ساخرٍ لاذعٍ، اتّخذه دليلاً على تأخُّرِ هؤلاءِ الناسِ، الذين ينظِّفون أسنانهم بأعوادٍ في القرنِ.

يقولُ هذا العالمُ الألمانيُّ: «ولكنِّي أخذتُ هذه المسألةَ من وجهةِ نظرٍ أخرى، وفكَّرتُ: لماذا لا يكونُ وراءَ هذه القطعةِ منَ الخشبِ، والتي سمَّيتُها فرشاةَ الأسنانِ العربيةَ حقيقةٌ علميةٌ، وتمنَّيْتُ لو استطعتُ إجراءَ التجاربِ عليها، ثن سافرَ زميلٌ لي إلى السودانِ، وعادَ، ومعه مجموعةٌ منها، وفوراً بدأتُ إجراءَ تجاربي عليها، سحقْتُهَا، وبلَّلتُها، ووضعتُ المسحوقَ المبلَّلَ على مزارعِ الجراثيمِ، فظهرتْ لي المفاجاةُ التي لم أكنْ أتوقَّعُها، ظهرتْ على مزارعِ الجراثيمِ الآثارُ نفسُها التي يحقِّقها البنسلين، وهي مادةٌ فعَّالةٌ في قتلِ الجراثيمِ»، هذا ما قاله العالمُ الألمانيُّ المتخصِّصُ في علمِ الجراثيمِ والأوبئةِ.

قال ابنُ القيِّم: «وفي السواكِ عدةُ منافعَ؛ يطيِّبُ الفمَ، ويشدُّ اللِّثَةَ، ويقطعُ البلغمَ، ويجلو البصرَ، ويُذهبُ بالحفرِ، ويصحُّ المعدةَ، ويصفِّي الصوتَ، ويعينُ على هضمِ الطعامِ، ويسهِّلُ مجاري الكلامِ، وينشّطُ للقراءةِ، والذِّكرِ، والصلاةِ، ويطردُ النومَ، ويرضي الربَّ، ويُعجِبُ الملائكةَ، ويُكثِرُ الحسناتِ».

وقال: «وأصلحُ ما اتُّخِذَ السواكُ من خشبِ الأراكِ ونحوه، ولا ينبغي أنْ يؤخذَ من شجرةٍ مجهولةٍ، فربما كانت سُمّاً، وينبغي القصدُ في استعماله، فإنْ بالغَ فيه فربما أذهبَ طلاوةَ الأسنانِ، وصقالتَها، وهيَأها لقبولِ الأبخرةِ المتصاعدةِ منَ المعدةِ والأوساخِ».

* * *  

* أهم المصادر والمراجع:

- آيات الله في الآفاق: د. محمد راتب النابلسي.

- روائع الطب الإسلامي: د. محمد نزار الدقر.