الكِلابُ وما ينتج عنها من أمراضِ
 

اطَّلعتُ على بحثٍ علميٍّ متعلّقٍ بالكلاب، هذا البحثُ مصدَّرٌ بثلاثةِ أحاديثَ شريفةٍ صحيحة.

فالأوّلُ: عنِ ابنِ عُمَرَ يُحدِّثُ عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «منِ اتَّخَذَ كلباً إلا كلبَ زرعٍ أو غنمٍ أو صيدٍ ينقصُ من أجرهِ كلَّ يومٍ قيراطٌ».

وفي الحديث الثاني: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اقتنى كلباً لا يُغني عنه زرعاً ولا ضرعاً نقص كلَّ يومٍ منْ عملهِ قيراطٌ».

زالثالثُ: عنْ عبدِ اللهِ بْنِ مُغفَّلٍ قال: إِنِّي لَمِمَّنْ يرفعُ أغصانَ الشَّجرةِ عنْ وجهِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو يخطبُ فقال: «لولا أنَّ الكلابَ أُمَّةٌ مِنَ الأممِ لأَمرتُ بقتلها فاقتلوا منها كلَّ أسودَ بهيمٍ، وما منْ أهلِ بيتٍ يرتبطُونَ كلباً إلا نقصَ منْ عملهمْ كُلَّ يومٍ قيراطٌ إلا كلبَ صيدٍ أو كلبَ حرثٍ أو كلبَ غنمٍ». مؤلِّفُ هذا البحثِ العلميِّ ذَكَرَ ستّةً وثلاثين مرضاً، يسبِّب الكلبُ العدوى بها، وليس من طريقٍ للتخلُّصِ من هذه الأمراضِ إلا أنْ نتخلَّصَ من الكلابِ نفسها، والجديرُ بالذكرِ أن هناك مرضاً خطيراً هو مرضُ الكلب، إنه مرضٌ قاتلٌ يتربَّصُ بالمرءِ خمسةَ أيامٍ ثم يهلكُه، ولعلك تسألُ: أليس هناك حيواناتٌ أخرى تسبِّبُ العدوى، فنقول: شتَّانَ ما بينهما، فنسبةُ نقلِ القططِ – مثلاً – للأمراضِ لا تتعدى 7 0/0، ولكنها في الكلابِ ربما تصل إلى 92 0/0  .

في فرنسا وحدها كان عددُ الكلاب عام (1976) سبعةَ ملايين كلبٍ، وكان عددُ سكانها اثنين وخمسين مليوناً، والعالمُ الغربيُّ يعتني بالكلابِ إلى درجةٍ غيرِ معقولةٍ إطلاقاً، وكأنه استغنى عن الأولادِ بالكلابِ.

ومن الغريبِ أنّ لهذه الكلابِ ذاتِ العددِ الكبيرِ في ظلِّ الفراغِ الروحيِّ دوراً قذراً في الشذوذِ الجنسيِّ في أوربة وأمريكا.

وأمّا في إسلامنا الحنيفِ، وديننا الطتهرِ فلا بأسَ بوجودِ كلبِ الصيدِ، وكلبِ الحراسةِ، أمّا لغيرِ هذه الأهدافِ فلا يجوزُ أنْ تقتنيَ كلباً، «من اتَّخذَ كلباً إلا كلبَ زرعٍ أو غنمٍ أو صيدٍ ينقصُ منْ أجرِهِ كُلَّ يومٍ قِيرَاطٌ».

* * *  

* أهم المصادر والمراجع:

- آيات الله في الآفاق: د. محمد راتب النابلسي.