باب ما جاء في تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم (وفيه (13) حديثاً)
 

* حدثنا أحمد بن منيع وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي وغير واحد قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تُطْرُونِي([1]) كما أطْرَتِ النصارى ابن مريم، إنما أنا عبدٌ، فقولوا: عبد الله ورسوله». (صحيح).

* حدثنا علي بن حجر، حدثنا سويد بن عبد العزيز عن حميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه: «أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إنَّ لِي إليكَ حاجة. فقال: اجلسي في أي طريق المدينة شئت اجلسْ إليك». (صحيح).

* حدثنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي، حدثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يُدعى إلى خبز الشعير والإهَالَةِ السَّنْخَةِ([2]) فيُجيب. ولقد كان له دِرْع عند يهودي، فما وجدَ مَا يَغَلُّها حتى مات». (صحيح).

* حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «لم يكن شخصٌ أحبَّ إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهته لذلك». (صحيح).

* حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيغ، حدثنا بشر بن المفضل، حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أُهدي إليَّ كُرَاعٌ([3]) لَقبِلْتُ، ولو دُعيت عليه لأَجَبْتُ». (صحيح).

* حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر، رضي الله عنه قال: «جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس براكب بغل ولا بِرْذَوْن([4])». (صحيح).

333- حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، حدثنا أبو نعيم، أنبأنا يحيى بن أبي الهيثم العطار قال: سمعت يوسف بن عبد الله بن سلام قال: «سمَّاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوسف، وأقعدني في حِجره، ومسح على رأسي». (صحيح).

* حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر عن ثابت البناني، وعاصم الأحول عن أنس بن مالك: «أن رجلاً خيّاطاً دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَرَّب منه ثريداً عليه دُبَّاء، قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ الدباء، وكان يحب الدباء. قال ثابت: فسمعت أنساً يقول: فما صنع لي طعاماً أَقْدِرُ على أن يُصنَعَ فيه دباء إلا صُنِعَ». (صحيح).

* حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن سعيد عن عمرة قالت: «قيل لعائشة: ماذا كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته؟ قالت: كان بشراً من البشر: يَفْلِي([5]) ثوبه ويحلبُ شاته ويخدم نفسه». (حسن).

 

* أهم المصادر والمراجع:

- كتاب الشمائل المحمدية: د. مصطفى البغا.

- كتاب الشفا: القاضي عياض.

 

([1] )لا تطروني: الإطراء: هو حسن الثناء، أي لا تبالغوا في المدح والكذب فيه، كما أطرت النصارى نبي الله عيسى فجعلوه ولداً أو إلهاً.

([2] )الإهالة السَّنخة: الإهالة: هي كل دهن يؤتدم به، أو يختص بدهن الشحم أو الألية، أو هو الدسم الجامد. والسَّبْخَة: هي الدهن المتغير الرائحة من طول المكث.

([3] )كُرَاع: مستداق الساق من الرجل.

([4] )بِرْذَوْن: لغة: الثقيل الجسم، من صنف البغال، وقيل هو الفرس الأعجمي وهو أصبر من العربي والعربي أسرع منه. والمعنى: أنه ليس براكب بغلاً ولا برذوناً ولا غيرهما.

([5] )يَفْلِي: أي يفتّش ثوبه ليلتقط منه نحو الشوك، أو يرقع ثوبه من نحو خرق.