المنهاج الذي رسمه النبي صلى الله عليه وسلم للعابدين
 

إن منهاجه صلى الله عليه وسلم الذي انتهجه في العبادة، والذي رسمه للعُباد، هو أقوم المناهج وأقواها، وأفضلها عند الله تعالى وأهداها، وأعدلها في أداء الحقوق وأكملها، وهو أبين طرق التقرب إلى الله تعالى وأقربها، ومهما جاء العابد بمشاقِّ التعبدات، وأتى بعظائمَ من الطاعات، لا يُقرِّبه ذلك إلى الله تعالى زلفى، كما تقرِّبه السنة المحمدية التي سنَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطاعات والعبادات.

روى الشيخان عن انس رضي الله عنه قال: «جاء ثلاثةُ رهْطٍ إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته، فلما أُخبروا كأنهم تقالُّوها».

قالوا: أين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخَّر؟

فقال أحدهم: أما أنا فأصلي الليلَ.

وقال الآخر: وأنا أصوم الدهر ولا أفطر.

وقال الآخر: وأنا أعتزل النساء ولا أتزوج أبداً.

فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أمَا والله إني لأخشاكم لله واتقاكم له، ولكن: أصوم وأفطر، وأصلِّي وأرقُد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني».

وكان منهاجه صلى الله عليه وسلم في العبادة: أنه إذا عمل عملاً أثبته وداوم عليه:

روى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اكْلَفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يَملُّ حتى تملُّوا، وإن أحبَّ العمل إلى الله أدوَمُه وإنْ قلَّ».

وكان صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته.

ومن إرشاداته صلى الله عليه وسلم للعِباد والعُبَّاد: أن يقوموا بأداء جميع الحقوق التي عليهم، دون أن يشغلهم حق عن أداء حقّ، ولا يحملهم أداء واجب على إهمال واجب آخر:

ففي (سنن) أبي داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: بعثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن مظعون: «أرغبةً عن سنتي؟».

فقال عثمان: لا والله يا رسول الله ولكن سنَّتَك أطلب.

فقال صلى الله عليه وسلم: «فإني أنام وأصلِّي، وأصوم وأفطر، وأنكح النساء، فاتقِ الله يا عثمان، فإن لأهلك عليك حقاً، وإن لضيفك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقاً، فقم وأفطر، وصلِّ ونمْ».

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: أُخبرَ النبي صلى الله عليه وسلم أني أقول: والله لأصومنَّ النهار، ولأقومنَّ الليل ما عشتُ- أي: مدة حياتي كلها.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنتَ الذي تقول ذلك»؟.

فقلت له: قد قلتُه بأبي وأمي يا رسول الله.

قال: «فإنك لا تستطيع ذلك، فقُمْ وأفطرْ، ونم وقم، وصم من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر».

أي: لأن صيام اليوم مقابل بعشر، فصيام ثلاثة أيام من الشهر يعطي ثلاثين حسنة.

قال عبد الله بن عمرو: قلت: فإني أُطيقُ أفضلَ من ذلك.وفي رواية لمسلم: إني أطيق أكثر من ذلك.

قال صلى الله عليه وسلم: فصم يوماً وأفطر يومين». قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك. قال: «فصم يوماً وأفطر يوماً، فذلك صيام داود صلى الله عليه وسلم، وهو أعدلُ الصيام».

وفي رواية: «هو أفضل الصيام». أي: أفضل أنواع صيام التطوع.

قال عبد الله بن عمرو: قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا أفضل من ذلك».

قال ابن عمرو: ولأن أكون قبلتُ الثلاثة أيام التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليُّ من أهلي ومالي.

وفي رواية: «ألم أُخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟». قلت: بلى يا رسول الله.

قال: «فلا تفعل، صم وأفطر، ونم وقم، فإن لجسدك عليك حقاً، وإن لعينك عليك حقاً، وإن لزوجك عليك حقاً، وإن لزَوْرِك عليك حقاً، وإن بحسْبك أن تصوم في كل شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإذاً ذلك صيام الدهر».

قال ابن عمرو: فشدَّدتُ- أي: شددت على نفسي ولم أقبل رخصة النبي صلى الله عليه وسلم- فشُدِّد عليَّ، قلت: يا رسول الله إني أجدُ قوة

قال صلى الله عليه وسلم: «صم صيام نبي الله داود، ولا تزد عليه». قلت: وما كان صيام داود؟ قال صلى الله عليه وسلم: «نصف الدهر».

فكان عبد الله بن عمرو يقول بعدما كبر- أي: في السن وثقل عليه ذلك العمل-: يا ليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي رواية: «ألم أُخبر أنك تصوم الدهر وتقرأ القرآن كل ليلة؟». فقلت: بلى يا رسول الله، ولم أُرِدْ بذلك إلا الخير.

قال صلى الله عليه وسلم: «فصم صوم نبي الله داود، فإنه كان أعبدَ الناس، واقرأ القرآن في كل شهر». قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك. قال: «فاقرأه في كل عشر». قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك. قال: «فاقرأه في كل سبع، ولا تزد على ذلك».

قال ابن عمرو: فشدَّدتُ فشدَّد علي، وقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «إنك لا تدري لعلك يطول بك عُمرُ».

قال ابن عمرو: فصِرتُ إلى الذي قال لي النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كبرتُ وددت أني كنتُ قبلت رخصة النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي رواية: «وإن لولدك عليك حقاً».

وفي رواية: «لا صام من صام الأبد».

وفي رواية: «أحب الصيام إلى الله تعالى صيام داود، وأحب الصرة- أي: قيام الليل- صلاة داود: كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه وينام سدسه، وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً، ولا يفرُّ- أي: في الحرب- إذا لاقى» أي: لقي العدو.

وزاد النسائي: «وإذا وعد لم يخلف».

وفي رواية: قال ابن عمرو: أنكحني- أي: زوجني- أبي امرأة ذات حسب، وكان يتعاهد كنَّته- أي: امرأة ولده- فيسألها عن بعلها- أي: عن حال زوجها معها- فتقول: نِعم الرجلُ من رجل لم يطأ لنا فراشاً ولم يفتِّش لنا كنفاً.

أي: لم يكشف لنا ستراً، وكنَّتْ بذلك عن عدم إتيانه لها.

فلما طال ذلك عليه- أي: على أبيه- ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «إلْقَني به».

قال ابن عمرو: فلقيتُه صلى الله عليه وسلم فقال: «كيف تصوم؟». قلت: كل يوم. قال: «وكيف تختم؟». قلت: كل ليلة، وذكر نحو ما سبق.

قال الإمام النووي رضي الله عنه: وجميع هذه الروايات صحيحة، معظمها في(الصحيحين) وقليل منها في أحدهما.

والمقصود: انه صلى الله عليه وسلم كان يرغِّب في المداومة على العمال والتطوّعات وإن قلّت، ويحذِّر من الإكثار المؤدي إلى الانقطاع أو نفرة النفس وكراهتها لذلك.

كما وأنه صلى الله عليه وسلم يحرِّض على تأدية جميع الحقوق المترتبة على المكلَّف، والقيام بها كاملة، دون أن يشتغل ببعض الحقوق، فإن ذلك يكون إفراطاً فيما اشتغل به، وتفريطاً فيما أهمله وشُغِل عنه.

ومن إرشاداته صلى الله عليه وسلم: أنه كان يأمر بالعمل الدائم وإن قلَّ، ويحذِّر من العمل الكثير المنقطع:

جاء في (الصحيحين) عن عائشة رضي الله عنها قال: «كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصير وكان يحجزه بالليل فيصلي عليه، ويبسطه في النهار ويجلس عليه، فجعل الناس يثوبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيصلون بصلاته حتى كثروا.

فأقبل عليهم فقال: «يا أيها الناس خذوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملُّوا، وإن أحبَّ الأعمال إلى الله ما دام وإن قلَّ».

وفي رواية: «وكان آل محمد صلى الله عليه وسلم إذا عملوا عملاً أثبتوه».

وفي رواية: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سدِّدوا وقاربوا واعلموا أنه لن يُدخل أحدَكم عملُه الجنة، وإن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ»- كما في (الصحيحين).

وكان صلى الله عليه وسلم يحذِّر من المشادَّة في الدين:

روى البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الدين يُسر، ولن يُشادّ الدينَ أحد إلّا غلبه، فسدِّدوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغَدوة والرَّوحة وشيء من الدُّلجة، والقصدَ القصدَ تبلغوا».

والمعنى: الزموا القصد أي: التوسط في الأمر تبلغوا المقصود وهو فضل الله تعالى ورضوانه.

قال الإمام النووي: الغَدوة: سير أول النهار، والروحة: سير آخر النهار، والدلجة: سير آخر الليل، وهذا استعارة وتمثيل، ومعناه: استعينوا على طاعة الله عز وجل بالأعمال في وقت نشاطكم وفراغ قلوبكم، تستلذّون العبادة ولا تسأمون، وتبلغون مقصودكم، كما أن المسافر الحاذق يسير في هذه الأوقات ويستريح هو ودابته في غيرها فيصل المقصودَ بغير تعب- والله أعلم.

وروى الإمام أحمد بسند حسن عن بُريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم هدياً قاصداً، فإن من يشاد هذا الدين يغلبه».

قال العلامة ابن المنيِّر: في هذا الحديث عَلَم من أعلام النبوة، فقد رأينا ورأى الناس قبلنا أن كل متنطِّع- أي: مفرط ومتشدد- في الدين ينقطع، وليس المراد منع طلب الكمال في العبادة فإنه من الأمور المحمودة، بل المراد منع الإفراد المؤدِّي إلى الملال، أو المبالغة في التطوع المفضي إلى ترك الأفضل، أو إخراج الفرض عن وقته، كمن بات يصلي الليل كله ويغالب النوم إلى أن غلبته عيناه في آخر الليل فنام عن صلاة الصبح في الجماعة، أو إلى أن خرج وقت الصلاة المختار، أو إلى أن طلعت الشمس فخرج وقت الفريضة.

وفي حديث محجن بن الأدرع عند أحمد: «لن تنالوا هذا الأمر بالمبالغة وخير دينكم أيسره..» الحديث.

وقد يستفاد من هذا الإشارة إلى الأخذ بالرخصة الشرعية، فإن الأخذ بالعزيمة في موضع الرخصة تنطّع، كمن يترك التيمم عند العجز عن استعمال الماء- لضرر يصيبه- فيفضي استعماله الماء إلى حصول الضرر.

ومن إرشاداته صلى الله عليه وسلم: أنه كان يكره للإنسان أن يتكلف من العبادات نوافل فوق طاقته، خوف القطيعة، وتحذيراً من الترك:

روى الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن هذا الدين متين، فأَوْغِلوا فيه برفق».

وجاء في رواية البيهقي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن هذا الدين متين فأوغلْ فيه برفق، ولا تبغِّضْ إلى نفسك عبادة الله، فإن المُنْبتَّ لا أرضاً قطع، ولا ظهراً أبقى».

قال الإمام الغزالي رضي الله عنه: أراد بهذا الحديث أن يكلِّ نفسه اعمال الدين بتلطُّف وتدريج، فلا ينتقل دفعة واحدة إلى أقصاها، إذ الطبعُ نَفورٌ لا يمكن نقله عن أخلاقه الردئية إلا شيئاً فشيئاً، فمن لم يُراع التدريج، وتوغَلَ دفعة واحدة، ترقَّ إلى حالة تشقُّ عليه، فتنعكس أموره، فيصير ما كان محبوباً عنده ممقوتاً، وما كان مكروهاً عنده- يصير- مشرباً هنياً لا ينفر عنه، وهذا لا يُعرف إلا بالتجربة والذوق.

ونظيره في العادلات: الصبي يُحمل على التعلّم ابتداءً قهراً، فيشق عليه الصبر عن اللعب، والصبر مع المعلم، حتى إذا انفتحت بصيرته، وأنِس بالعلم، انقلب الأمر، فصار يشق عليه الصبر عن العلم.

ومن إرشاداته صلى الله عليه وسلم: أنه كان يحذِّر من الدخول في العبادا على كراهية أو كسل، بل يدخلها على جد ونشاط في العمل:

جاء في (الصحيحين)عن انس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فإذا حبل مدود بين الساريتين.

فقال: «ما هذا الحبلُ؟». قالوا: هذا حبل لزينب، فإذا فَترت- وفي رواية مسلم: فإذا كسلت أو فَترت- تعلَّقتْ به.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«حًلُّوه، ليصلِّ أحدُكم نشاطه، فإذا فتر فلْيرقُدْ».

فمن اعتراه الفتور في حال تطوعاته أو قيامه في الليل، بسبب تعب شديد أو نوم ثقيل، فعليه أن يقف عن ذلك، ريثما يذهب عنه ذلك الفتور والكسل، ثم يتابع سيره في العبادة.

وفي (الصحيحين) عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقُد، حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس- أي: نعاساً ثقيلاً كما يدل عليه قوله:- لا يدري لعله يذهبُ ويستغفرُ فيسبُّ نفسَه» أي: يدعو على نفسه وهو لا يشعر، لثقل نعاسه.

ومن إرشاداته صلى الله عليه وسلم: تحذيرُه من الإكثار والنشاط للعبادات والنوافل، ثم التقاعس عنها، والفتور على وجه يقصر عن حد السنة التي سنَّها صلى الله عليه وسلم في ذلك العمل.

كما أنه صلى الله عليه وسلم ما كان يرضى أن يُمدح الرجلُ بعباداته حال هجمته الأولى وشِرَّته ونشاطه في بادئ الأمر، حتى تمضي عليه مدة ويستقرّ أمره، فإن انتهى إلى حد السنة مُدح، وإن قصر عنها فلا يُمدح:

روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكلِّ شيء شِرَّةً، ولكل شِرة فترة، فإن صاحبُها سدَّدَ وقاربَ فارجوه، وإن أُشير إليه بالأصابع فلا تعدُّوه».

وقد رواه ابن حبان في (صحيحه) أيضاً من حديث أبي هريرة ولكن بلفظ: «لكل عملٍ شرَّة..» الحديث.

كما في (الترغيب) للمنذري، قال: والشِرَّة: بكسر الشين المعجمة وتشديد الراء، وبعدها تاء تأنيث، هي النشاط والهمَّة.

وأخرجه الحافظ المنذري أيضاً من رواية ابن أبي عاصم وابن حبان في (صحيحه) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل عملٍ شرَّةٌ، ولكل شرَّة فترة، فمن كانت فترته إلى سنَّتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك».

وقد أورد الحافظ ابن حجر في (المطالب العالية) عن ابن فاختة أنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن ابن أخي قد اجتهد في العبادة، وأجهد نفسه.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تلك شرَّة الإسلام، لكل شيء شرَّة، ولكل شرَّة فترة، فارقُبه عند فترته، فإنْ قارب فلعلَّه، وإن هلك فتبَّاً له».

وفي الأحاديث النبوية تنبيهات وإرشادات للمسلمين، إلى الاستمرار على التقوى والعبادات، والتزام الطاعات والقربات، على وجه دائم، دون أن يُقبل أحدهم على العبادة بهمة ونشاط، ويحمِّل نفسه من النوافل فوق طاقته، ثم إنه بعد ذلك يفتر ويملُّ، ويترك أو يقصرِّ عن حدِّ السنة.

  • أهم المصادر والمراجع:

-          سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام (شمائله المحمدية وخصاله المجيدة): الشيخ عبدالله سراج الدين.

-          الشمائل المحمدية: د. مصطفى البغا.