من عيّر غيره بعيب وقع فيه
 

وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ- رَضِيَ اللهُ عنهُ- قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَيَّرَ أَخَاهُ بِذَنْبٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَعْمَلَهُ» أخرجَهُ التِّرمذيُّ وحسََّهُ وسندهُ مُنقطعٌ.

 

- درجة الحديث:

الحديث حسن بغيره

قال المؤلف: أخرجه الترمذي وحسنه، وسنده منقطع.

قال الصنعاني: إنما حسنه الترمذي لشواهده فلا يضره انقطاعه.

وحسّنه السيوطي في الجامع الصغير، وذكر المناوي له بعض الشواهد له بعض الشواهد مع بيان انقطاع سند الترمذي، وفيه محمد بن الحسن بن أبي زيد قال أبو داود وغيره: كذاب.

 

- مفردات الحديث:

عَيَّر أخاه: بفتح العين وتشديد الياء بمعنى عابه لمجرد التعيير، فإنه الذي يسبب العقوبة في الآخرة وحرمان الحياة الطيبة في الدنيا.

 

- ما يؤخذ من الحديث:

1- الحديث فيه التحذير من عيب الإنسان أخاه المبتلى بذنب من الذنوب، أو عيب من العيوب، فإنه لم يعب أحداً بعينه إلا لما يجد في نفسه من العجب بسلامته من ذلك العيب، والعُجْب ناشئ في نفسه لأنه يرى أن عصمته من العيب جاءته من قوته وإرادته، لا من الله تعالى الذي صرف عنه السوء.

2- من عاب أخاه بعيب مثاره الإعجاب بنفسه والشماتة بأخيه، لن يموت حتى يصاب به ويعمله، ذلك أنه لم يتكل على الله تعالى بالتوقي من الشر، وإنما اعتمد على نفسه فخَذَلَه الله تعالى وخانته نفسه فعمل ما عير به أخاه.

3-فهذا دليل على تحريم الشماتة بالناس ووجوب الغفلة عن عيوبهم اشتغالاً بعيب نفسه، فطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس.

4- وقد جاءت النصوص التي تنهى عن هذا الخلق الرذيل قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾. وقد جاء في سنن الترمذي من حديث واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تُظْهِر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبليك».

فإن إظهار الشماتة ليس من خلق المسلم الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فإن خلق المسلمين أن يتألم بعضهم لبعض، ويفرح بعضهم لفرح بعضهم الآخر.

والله المستعان

* * *

* أهم المصادر والمراجع:

- توضيح الأحكام من بلوغ المرام: الشيخ عبدالله البسام.

- الوافي في شرح الأربعين النووية: د. مصطفى البغا / محي الدين مستو.

- الرياض الندية في شرح الأربعين النووية: الإمام ابن دقيق العيد / العثيمين / الإمام النووي.

- الجواهر اللؤلؤية في شرح الأربعين النووية: محمد عبدالله الجرداني.

- شرح الأربعين النووية: الإمام النووي.