نبوءته صلى الله عليه وسلم عن ركوب أمته البحر في سبيل الله
 

أخرج البخاري في صحيحه فقال: حدثنا عبد الله بن يوسف عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمعه يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطممته وجعلت تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت وما يضحكك يا رسول الله قال: «ناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة- أو مثل الملوك على الأسرة» شك إسحاق- قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك فقلت وما يضحكك يا رسول الله قال: «ناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل الله» كما قال في الأول قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال «أنت من الأولين» فركبت البحر في زمن معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت.

 

* درجة الحديث:

الحديث صحيح: أخرجه الشيخان.

 

* تحقق النبوءة:

قد تحقق ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم فلقد خاض ناس من أمته صلى الله عليه وسلم البحار غزاة في سبيل الله ووقع ذلك لأول مرة في خلافة عثمان رضي الله حين غزا معاوية رضي الله عنه سنة سبع وعشرين من الهجرة مع جمع من الصحابة رضي الله عنهم في البحر وفتح قبرص.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: في هذا الحديث ضروب من أخبار النبي صلى الله عليه وسلم بما سيقع فوقع كما قال وذلك معدود من علامات نبوته منها إعلامه ببقاء أمته بعده وأن فيهم أصحاب قوة وشوكة ونكاية في العدو وأنهم يتمكنون من البلاد حتى يغزوا البحر وأن أم حرام تعيش إلى ذلك الزمان وأنها تكون مع من يغزو البحر وأنها لا تدرك زمان الغزوة الثانية.

 

  • المصدر:

- نبوءات الرسول عليه الصلاة والسلام: ما تحقق منها وما يتحقق.