من آداب دخول الخلاء قولك عند الخروج: غفرانك
 

عَنْ عائشة- رضي الله عنها- «أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا خرجَ مِنَ الغائطِ قال: غُفرانكَ». أخرجه الخمسة وصحَّحه أبو حاتم والحاكم.

 

درجة الحديث:

الحديث صحيح. أخرجه الخمسة وصححه أبو حاتم والحاكم والرازي وابن خزيمة وابن حبّان وابن الجارود والنووي والذهبي، وقد جاء عمن أخرجه بسند صحيح عن عائشة. قال في المحرر: قال أبو حاتم هو أصحّ ما في هذا الباب.

 

مفردات الحديث:

الغائط: قال القرطبي: أصل الغائط ما انخفض من الأرض، وكانت العرب تقصد هذا الصنف من المواضع لقضاء حاجتها تستراً عن أعين الناس، ثم سمي الحدث الخارج من الإنسان غائطاً للمقارنة، فهو اسم عرفي لا لغوي.

غفرانك: هو مصدر كالشكران، وأصل الغفر في اللغة الستر مع الوقاية، ومنه اشتق المِغفر في الحرب، الذي يستر الرأس ويقيه من السلاح، ومن أسماء الله الحسنى الغفور أي الساتر، ونصب هنا أنه مفعول محذوف أي أطلب غفرانك، فهو طلب العبد من ربه ستر ذنوبه وعيوبه وعفوه عنها.

 

ما يؤخذ من الحديث:

1- استحباب قول- غفرانك- بعد قضاء حاجته وخروجه من المكان الذي قضى فيه حاجته، ودلالته على الاستحباب لأنه لم يرد إلا مجرد قوله بنفسه صلى الله عليه وسلم، ولم يكن بياناً لمجمل يأخذ حكمه.

2- معنى غفرانك أي أسألك من الذنوب والأوزار، فهو منصوب بفعل محذوف.

3- مناسبة هذا الدعاء أن الإنسان لما خف جسمه بعد قضاء الحاجة، وارتاح من الأذى المادي الذي كان يثقله، ذَكَر ذنوبه التي تثقل قلبه وتغم نفسه ويخشى عواقبها، سأل الله تعالى أنه كما منّ عليه بالعافية من خروج هذا الأذى، أن يمن عليه فيخفف عنه أوزاره وذنوبه، ليخف مادياً ومعنوياً.

4- نظير هذا ما جاء من الذكر بعد الوضوء بقول: أشهد أن لا إله إلا الله. إلخ فإن المتوضئ لما طهر ظاهره، سأل الله أن يطهر باطنه بهذه الشهادة.

5- ورد أدعية أخر مرفوعة، ولكن كل أسانيدها ضعيفة. قال أبو حاتم: أصح ما في الباب حديث عائشة.

* * *

  • أهم المصادر والمراجع:

-          توضيح الأحكام شرح بلوغ المرام: الشيخ عبدالله البسام.

فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني.