الأرض دائمة الحركة ودلالة ذلك في القرآن الكريم
 
 

تمارس الأرض الحركة في مجالين هما المجال الخارجي والمجال الداخلي الذي يعني حركة قاراتها بالنسبة لبعضها البعض عبر الزمن وهو ما يعبر عنه حديثاً بحركية الألواح كما أن العديد من الحركات تجري داخل الألواح نفسها.

والآتي إطلاله موجزة عن هذه الحركات ودلالاتها في القرآن الكريم والتي إن دلت على شيء فإنها تدل على وحدة الخالق وقدرته وعظمته ودقيق صنعه وعظيم خلقه.

من المعروف أن للأرض ثلاث حركات رئيسية خارجية فهي تتناسب مع بقية المجموعة الشمسية التي تتشكل من الشمس والكواكب السيارة التسع بما فيها االأرض بالإضافة إلى العديد من الكويكبات والأقمار والمذنبات والشهب والنيازك التي تقع على المحور الطويل لمجرة الطريق اللبني (مجرة طريق التبانة) على مسافة ثلثي الطريق من مركز المجرة سابحة في أعماق الكون مع ملايين لا تحصى من المجرات الأخرى في تناسق واتزان وصدق الله العظيم إذ يقول: ) وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون( (الأنبياء : 33).  (1) ويقول الله تعالى أيضاً: )لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون( (يس: 40).  (2)

تبتعد المجرات بعضها عن بعض بتمدد واتساع الكون الفسيح الذي قدره عمره حديثاً بنحو 13.7 مليار عام والذي تسبح فيه المجرات بسرعة هائلة تبلغ كبعض التقديرات من 22 آلف كم إلى 30 آلف كم في الثانية الواحدة وقد أنباء الله القدير بذلك قبل أكثر من أربعة عشرة قرناً: ) والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون(  (الذاريات : 47).  (3)

والأرض تدور حول الشمس مرة كل 4/1 365 يوم عبر مسار طوله نحو 9600 مليون كم، هذه الحركة هي المسئولة عن تعاقب الفصول الأربع. وما من شك أن ميل محور الأرض بمقدار 2/231 درجة من العوامل الأساسية لحدوث هذا التعاقب أما منطقتي القطب الشمالي والجنوبي فلهما ستة أشهر من ضوء النهار وستة أشهر من الظلام الدامس كل عام. ومسار الأرض حول الشمس إهليجي Elliptical وبناء عليه يتغير متوسط بعدها عن الشمس والبالغ نحو 150 مليون كم بمقدار 4.991000 كم على مدار العام وحركة الأرض حول الشمس حركة متعرجة ولكنها حركة منضبطة تماماً بحيث لا يمكن أن يحدث أدنى تغير في سرعة دورانها كما أن الأرض تدور دورة كاملة حول محورها كل 24 ساعة من الغرب إلى الشرق (أي ضد حركة عقارب الساعة).

ويعني ذلك إنها تدور حول محورها بسرعة حوالي 1600كم في الساعة وهذه الحركة هي المسئولة عن تعاقب الليل والنهار مع أنها تتأثر في الوقت نفسه بجاذبية القمر التي تسبب ظاهرة المد والجزر في المحيطات والبحار.

والملاحظ أن الأرض والكواكب الأخرى تدور حول الشمس في مدارات تقع في مستوى واحد تقريباً وأن للكواكب غير الأرض نفس جاذبية القمر إلا أن بعدها عن الأرض يضعف هذه الجاذبية إلى حد بعيد رغم إن كتلة كل الكواكب السيارة أكبر بكثير من كتلة القمر.

-------------------------

 (1) (الأنبياء : 33) تتحرك الأجرام السماوية بما فيها الشمس والأرض والقمر في مسارات خاصة هل الأفلاك وكل من هذه الأجرام يجرى في مجاله ويسبح في فلكه الذي قدره الله تعالى له (الليل والنهار إشارة إلى الأرض).

(2)  (يس : 40) لا يتأتي للشمس أن تخرج عن مدارها وتدخل في مدار القمر ولا يتأتي لليل أن يحول دون مجيء النهار بل هما متعاقبان والشمس والأرض والقمر تتحرك في أفلاك لا تحيد عنها.

(3)  (الذاريات : 47) خلق الله الكون الواسع بقوة وقدرة ومع السعة المذهلة لهذا الكون منذ خلقه فإن هذه التوسعة مستمرة على مر الزمن.

* المصدر:

بحث قدمه: الدكتور سيد عمارة هذا البحث في المؤتمر العالمي السابع للإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

 
 
دليل الأبحاث العلمية حول القرآن الكريم