خصائص المكي والمدني
 
 

إن الآيات المكية من القرآن هي التي نزلت في صدر الإسلام وهي الفترة التي يحدها من الزمن ثلاثة عشر عاماً أمضاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة معذباً مضطهداً يقابل الإيذاء بالمسالمة مع المضي في الدعوة إلى الحق الذي أوحي إليه .

والآيات المدنية هي التي نزلت بعد الهجرة وهي الفترة التي يحدها من الزمن عشرة أعوام بنى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم الدولة الإسلامية .

وإننا لنجد خصائص كل من القسمين مستمدة من طبيعة هاتين المرحلتين التي عاشها النبي صلى الله عليه وسلم قائماً بأمر الدعوة .

فالآية المكية تمتاز بما يلي :

أولاً ـ ذكر قصص الأنبياء والأمم الخالية ودعوة الناس إلى الاعتبار بهم .

 

ثانياً ـ المناقشة والحجاج وعرض الأدلة على وجود الله تعالى ووحدانيته وعلى بعث الأرواح مع أجسادها بعد الموت .

 

ثالثاً ـ تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته إلى الصبر على الأذى تأسياً بمن سبقه من الأنبياء والمرسلين .

 

رابعاً ـ يغلب على الآيات المكية أن تكون قصيرة ذات وقع معين في الأذن تبعث على الرهبة والخشية .

فهذه الخصائص التي نجدها في الآيات المكية هي من طبيعة المرحلة التي كانت تمر بها الدعوة الإسلامية .

 

أما خصائص الآيات المدنية فهي ما يلي : 

أولاً ـ البحث في الأحكام والتشريعات المتعلقة بالعباد والمعاملات والحدود وغيرها .

 

ثانياً ـ الأمر بالجهاد والقتال والتعليق على الغزوات وما يتعلق بها من شأن الغنائم والأسرى والمنافقين .

 

ثالثاً ـ البحث في شؤون الحكم والشورى وضرورة الرجوع فيهما إلى الكتاب والسنة .

 

رابعاً ـ يغلب على الآيات المدنية أن تكون طويلة فيها اللين والهدوء ووعد المسلمين بالفوز والنصر .

وبهذا نستطيع أن نميز بين السور المكية والمدنية .

 

المرجع

البرهان في علوم القرآن للزركشي

 
 
دليل الأبحاث العلمية حول القرآن الكريم