من معاني أسماء الله تعالى في القرآن (2)
 
 

اللطيف: هو الذي لطفت أفعاله وحسنت، أو الذي لا تدركه الحواس أو العليم بخفيات الأمور ودقائقها، او الذي يعلم دقائق المصالح وغوامضها ثم يسلك في إيصالها لمستحقيها سبيل الرفق دون العنف، أو البر بعباده الذي يلطف بهم من حيث لا يعلمون، ويهيئ مصالحهم من حيث لا يحتسبون، قال الراغب: قد يعبر باللطافة على تعاطي الأمور الدقيقة، وقد يعبر بها عما لا تدركه الحاسة، وقد يكون لرفقه بالعباد في هدايتهم، قال تعالى: ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ ﴾ ... [الشورى:19]، وقال تعالى على لسان يوسف ـ عليه السلام ـ تبياناً للطفه ورفقه به بعد أن ألقاه إخوته في الجب: ﴿ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ﴾ ... [يوسف:100] بعد قوله: ﴿ وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ﴾... [يوسف:100].

ومنه قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾ ... [الحج:63]، وقال تعالى: ﴿ لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ ... [الأنعام:103].

الشكور: المثني على المصطفين من عباده، أو الذي يعطي الثواب الجزيل على العمل القليل فيقبل اليسير من الطاعات ويعطي الكثير من الدرجات، والشكور مبالغة من الشاكر، وهو من الشكر، وأصله الزيادة، يقال: شكير الشجرة لما نبت في أصلها من القضبان الصغار، وشَكَرتِ الأرضُ إذا كثر نباتها، وناقة شكيرة إذا كانت ممتلئة الضرع من اللبن.

وقال الراغب: " الشكر من العباد ثلاثة أضرب:- شكر القلب: وهو تصور النعمة وإدراكها، وشكر اللسان: وهو الثناء على المنعم، وشكر الجوارح: وهو مكافأة المنعم بقدر استحقاقه كما قال تعالى: ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً ﴾ ... [سبأ:13]، وأما في حقه تعالى فمعناه إنعامه تعالى على عباده الطائعين ومثوبته لهم على ما أدوا من العبادة والطاعة ".

وإذا شكر العبد ربه على نعمه، زاده نعماً وأفضل عليه، كما قال تعالى: ﴿ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ ... [إبراهيم:7] وذلك من مزيد الفضل والعطاء، ولا شكورٌفي الحقيقة إلا الله تعالى الذي يعطيك مع استغنائه عنك وأنت منكر مع افتقارك إليه.

قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ ... [الشورى:23]، ﴿ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ ... [فاطر:34]، ﴿ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ﴾ ... [التغابن:17].

والله تعالى شاكر قال تعالى: ﴿ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً ﴾ ... [النساء:147]، وهذا الشكر فضل منه تعالى ونعمة، فهو يعطي عباده ويجزل العطاء مع استغنائه عنهم، ويشكرهم على قيامهم بحقه وشكر نعمائه مع افتقارهم إليه قال تعالى: ﴿ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴾ ... [آل عمران : 145].

الكبير: الذي كبر وعلا، في ذاته وصفاته وأفعاله عن مشابهة مخلوقاته، أو الذي فاق مدح المادحين ووصف الواصفين، فهو أكمل الموجودات وأشرفها، أو ذو الكبرياء والعلو والعظمة والرفعة والتنزه عن أوهام الخلق ومداركهم، فله تعالى كبرياء الذات والصفات والأفعال.

الحفيظ: البالغ الغاية في الحفظ، لما يريد حفظه، مبالغة في حافظ من الحفظ، بمعنى ضد السهو أو بمعنى الحراسة، فهو تعالى حافظ السماوات والأرض، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ﴾ ... [فاطر:41]، ﴿ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ ... [البقرة:255]، لا يثقله ولا يشق عليه، وحافظ كتابه من التحريف والتبديل والتغير، قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ ... [الحجر:9]، وحفيظ على كل شيء، قال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴾ ... [هود:57]، ﴿ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴾ ... [سبأ: 21]، وحفيظ على أعمال خلقه ومحصيها عليهم للحساب والجزاء، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِيَاء اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ ﴾ ... [الشورى:6].

المقيت: المتكفل بأرزاق خلقه وإعطائهم أقواتهم، أو الحفيظ، أو خالق الأقوات، أو المقتدر من قولهم: قاته يقوته قوتاً، وأطعمه قَوَّتَه وأقاته يُقيته، جعل له ما يقوته قال تعالى: ﴿ وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً ﴾ ... [النساء: 85]، وفي الحديث: ( كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت أو يقيت ).

الحسيب: الكافي، تقول العرب: نزلت بفلان، فأكرمني وأحسبني، أي أعطاني ما كفاني حتى قلت له: حسبي أي كافي، ومنه قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ ... [الأنفال:64]، قال ابن عباس: " أي كافيك الله وكافيهم، وكل كفاية إنما هي من الله تعالى، أو الحسيب: بمعنى المحاسب، كالنديم بمعنى المنادم، ثم يعبر به عن الكافئ بالحساب قال تعالى: ﴿ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً ﴾ ... [النساء:6] أي محاسباً لهم على أعمالهم ومكافئاً لهم عليها: ﴿ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ﴾ ... [النساء: 86].

ومحاسبة الله تعالى عباده يوم القيامة، تذكيرهم بما عملوا في الدنيا من الحسنات والسيئات، وتعريفهم جزاءها من المثوبات و العقوبات، قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً ﴾ ... [آل عمران:30]، ﴿ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ﴾ ... [الكهف:49].

الكريم: هو الذي لا يضيع من توسل إليه، ولا يترك من التجأ إليه، وإذا أضيف الكرم إلى الله تعالى فهو اسم لكمال إحسانه وإنعامه، يبتدئ بالنعمة من غير استيجاب، ويتبرع بالإحسان من غير سؤال، ويعفو عن السيئات، ويغفر الذنوب، ويخفي العيوب، ويكافئ بالثواب الجزيل على العمل القليل، وقد جعل كل ما في الأرض لمنفعة عباده، فقال: ﴿ خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ﴾ ... [البقرة:29]، وأعد للمتقين في الآخرة جنة عرضها كعرض السماوات والأرض وسخر للإنسان كل ما في السماوات والأرضين، فقال تعالى: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ ﴾ ... [الجاثية:13]، وهو تعالى أكرم الأكرمين، قال تعالى: ﴿ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴾ ... [العلق:3]،وهو الكريم المنعم المتفضل، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴿6﴾ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴿7﴾ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ ﴾ ... [الانفطار:6 - 8]، ﴿ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾ ... [النمل:40].

الرقيب: الحفيظ الذي لا يغفل، أو الحاضر الذي لا يغيب، أو العليم الذي لا يعزب عنه شيء من أحوال خلقه، يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد، ويعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، ويعلم ما في البر والبحر، ويعلم ما في الصدور، ويعلم أقوالهم وأحوالهم، وهو بكل شيء عليم، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ ... [النساء:1]، ﴿ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ ... [المائدة:117]، ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً ﴾ ... [الأحزاب:52]. والعبد إذا وصف بالرقيب فمعناه الموكل بحفظ الأشياء المترصد لها، المحترز عن الغفلة عنها، يقال: رقبت الشيء أرقبه رقبة إذا راعيته وحفظته.

الواسع: الذي فضله شامل، ونواله كامل، أو المتسع علمه فلا يجهل، والمحيطة قدرته فلا يعجز، والغزير فضله فلا يبخل، قال تعالى: ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ﴾ ... [البقرة:255]، أي وسع علمه أو ملكه الكائنات، قال تعالى: ﴿ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ ... [البقرة:261]، وهو عبارة عن سعة علمه وقدرته وأفضاله ورحمته، قال تعالى: ﴿ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾ ... [الأنعام:80]، ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ ... [الأعراف:156].

الودود: من الود وهو الحب، المحب للطائعين من عباده، المتحبب إليهم بإنعامه وإحسانه، ومحبة الله لعباده هي الإنعام عليهم، والإحسان إليهم، والرضا عنهم، والثناء عليهم، والعفو عنهم، والغفران لذنوبهم. أو المتحبب إلى أوليائه بمعرفته، وإلى المذنبين بعفوه ورحمته، وإلى عباده برزقه وكفايته. أو المودود في قلوب أوليائه لكثرة وصول إنعامه وإحسانه إليهم، قال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ﴾ ... [هود:90]، ﴿ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ﴾ ... [البروج:14].

الوكيل: الموكل إليه أمور العباد ومصالحهم، المتصرف فيها كما يشاء، وقد وكل العباد إلى الله تعالى أمورهم، واعتمدوا على إحسانه لعجزهم عن تحصيل مهماتهم، وقدرته تعالى عليها: ﴿ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً ﴾ ... [النساء:81]، ﴿ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ ... [الطلاق:3] وكافيه، وقال تعالى: ﴿ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ ... [آل عمران: 173]، ﴿ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ ... [الزمر:62]، ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ ﴾ ... [الفرقان:58]، وقد قيل: الله الوكيل ابتَدَاك بكفايته، ثم تولاك بحسن رعايته، ثم ختم لك بجميل ولايته.

المتين: مشتق من المتانة، وهى شدة الشىء، واستحكامه وصلابته، وهو مبالغة فى معنى القوة،شديد القوة، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ ... [ الذاريات:58].

الصمد: المقصود في الحوائج على الدوام لِعِظَمِ قدرته وكمالها. من صَمَد إليه إذا قصده، فهو تعالى السيد المصمود إليه، المقصود في جميع الشؤون، وعن ابن مسعود: (الصمد هو السيد الذي عَظُم سؤدده). وعن السَّدي : ( هو المقصود إليه في الرغائب المستغاث به عند المصائب). وعن الحسين بن الفضل: (هو الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه). وعن ابن عباس: ( هو الكبير الذي ليس فوقه أحد). وعن أبي هريرة: (هو الذي يحتاج إليه كل أحد وهو مستغن عن كل أحد). وقيل: (هو الذي ترفع إليه الحاجات، وتطلب منه الخيرات) أو هو الذي ليس فوقه أحد، أو الباقي بعد خلقه، أو الذي يَغلب ولا يُغلب، أو المقدَّس عن الآفات، المنزه عن المخالفات، أو الأول بلا ابتداء، والآخر بلا انتهاء، قال تعالى: ﴿ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾ ... [الإخلاص:2].

التواب: الذي يقبل التوبة ويعفو عن السيئات كثيراً، قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ ... [الشورى:2]، ﴿ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ ... [البقرة:128]، ﴿ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ ... [البقرة:160]، ﴿ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ ... [التواب:104].

والتواب: مبالغة في التائب من التوبة، بمعنى العودة والرجوع، يقال: تاب أي رجع، فمعنى كونه تعالى توابا،ً كونه كثير العودة بأصناف إحسانه على عباده، وذلك بأن يوفقهم بعد الخذلان، ويعطيهم بعد الحرمان، ويخفف عنهم بعض التشديد، ويعفو عنهم بعد الوعيد، ويكشف عنهم أنواع البلاء، ويفيض عليهم أنواع الآلاء، فهو تعالى ناسخ المكروه بالمحبوب وقابل التوبة من الذنوب، وكاشف الضر عن المكروب.

ومعنى التوبة في حق العبد رجوعه إلى الندم والتأسف والتحسر، وإلى العبودية والطاعة والإنابة إلى الله، وطلب العفو والغفران، قال تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ ... [النور:31]، ﴿ فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿39﴾ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ ... [المائدة:39 ، 40].

العفوّ: ذو العفو، وهو ترك المؤاخذة على الذنب والتجافي عنه، أو هو إزالة الذنوب بالكلية ومحوها من ديوان الكرام الكاتبين، والعفُوّ: من العفو بمعنى الإزالة والمحو، يقال عَفَتِ الديار إذا دَرَسَتْ ذهبت آثارها، فالله تعالى بعفوه يمحو الذنوب وآثارها، والعفو أبلغ من المغفرة، وهي مشتقة من الغفر بمعنى الستر، والمحو أبلغ من الستر. قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴾ ... [الحج:60]، ﴿ وَكَانَ اللّهُ عَفُوّاً غَفُوراً ﴾ ... [النساء:99].

الرؤوف: ذو الرأفة والرحمة، أو هو المتعطف على المذنبين بالتوبة وعلى أوليائه بالعصمة، قال تعالى: ﴿ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ ﴾ ... [آل عمران:30]، ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ ... [الحديد:9]،﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ ... [الحشر:10].

النور: الظاهر بنفسه المظهر لغيره، أو المظهر لكل ما أخرجه إلى الوجود، وسمى الله نفسه نوراً من حيث أنه هو هذا النور، أو المدبر أو المنزَّه عن كل عيب، يقال: امرأة نُوار، أي بريئة من الريبة بالفحشاء، أو المنوِّر للأكوان قال تعالى: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ ... [النور:35]، ويطلق النور على الحق، كما تطلق الظلمة على الباطل ويشير إليه قوله تعالى: ﴿ اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ ﴾ ... [البقرة:257]، أي من أنواع الباطل إلى الحق، والمراد بالحق الذي فُسِّر به النور في هذه الآية، ما يقابل الباطل وهو يتناول التوحيد والشرائع، وما دل عليه دليل عقلي أو سمعي، وقيل: الهدى، وقيل العلوم والمعارف التي يفيضها على قلب المؤمن، وقيل غير ذلك في معنى النور في هذه الآية، وقد قال تعالى: ﴿ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ﴾ ... [الزمر:69]، أي بعدله ونصبه موازين قسطه وحكمه بالحق بين عباده، وقال: ﴿ أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ﴾ ... [الزمر:22]، أي على بصيرة وهدى لا كمن أبى الإسلام فطبع على قلبه فقسا وضل: ﴿ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ ... [الزمر:22].

 

  • المصدر:

موقع طريق القرآن.

 
 
دليل الأبحاث العلمية حول القرآن الكريم