الآداب التي يراعيها الناظر في القرآن
 
 

وبعد ما يملك الناظر في آيات القرآن الأدوات التي أشرنا إليها، ويُحصَّل طرفاً من العلوم التي تحدثنا عنها، فإننا نضع بين يديه طائفةً من الآداب التي عليه مراعاتها، من أجل دقة النظر، وحسن الفهم وصحة التفسير، وصوابية الاستنباط:

1- أن يتمتع بقسطٍ من الذكاء وحسن الفهم وجودة القريحة، وأن يملك موهبةً فذة، تعينه على الوقفة الصحيحة أمام الآية، والالتفات إلى لطائفها وإيحاءاتها وإشاراتها، ولفتاتها الخفية التي قد تخفى على كثيرين.

2- أن يعيش الإسلام عملياً، وأن يطبق توجيهاته على حياته، وأن يكون سلوكه وفق أحكامه، وأن يكون عمله ترجمةً لفكره، ليزداد علماً وفهماً وفطنة. وذلك لأن (العلم يهتف بالعمل فإن أجابه، وإلا ارتحل)، و(من عمل بما علم ورَّثه الله علم ما لم يعلم)، و﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ2/كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ [الصف: 2- 3].

3- أن يمارس الرياضة العقلية اليومية، وأن ينشَّط ذاكرته وحافظته وفطنته- بفن التفكير وفن الشعور وفن التأمل- ليستطيع استخراج معاني ولفتات وإشارات الآيات.

4- أن يدخل عالم القرآن الرحيب بدون مقرراتٍ سابقة، بل يطلب من القرآن أن يشكَّل له خلفيته، وأن (يكوَّن) له فكره، وأن (يُنشئ) له معرفته وثقافته، فيكون قرآنياً في كل هذه الأمور.

5- أن يتحرك بالقرآن حركةً عملية، وأن يواجه به الباطل وأهله، وأن يخوض به معركةً حية، وأن ينزل به إلى الميدان، ميدان الجهاد بالموقف، والجهاد بالكلمة، والجهاد بالحجة، والجهاد بالدعوة. عندها يعطيه القرآن من فتوحاته، ويقدَّم له من معانيه، ويمنحه من كنوزه.

6- أن يكون متواضعاً لربه، طالباً منه المدد والعون والفتوحات والتفهيم، وأن يكون مخلصاً لله في نيته وهدفه وسعيه، وأن لا يفتر بعمله وقوله ونظره.

* * *

* أهم المصادر والمراجع:

- تصويبات في فهم بعض الآيات: د. صلاح الخالدي.

- الدر المنثور في التفسير في المأثور: الإمام السيوطي.

- تفسير القرآن العظيم:الإمام ابن كثير.

- مباحث في علوم القرآن: الشيخ مناع القطان.

 
 
دليل الأبحاث العلمية حول القرآن الكريم