كمْ
 
 

نكرة لا تتعرّف؛ لأنها مبْهمة في العدد، كـ (أين) في الأمكنة، و(متى) في الأزمنة، و(كيف) في الأحوال.

وقول سيبويه: (كم أرضك جريباً)؟: (كم) مبدأ، و(أرضك) مبنيّ عليه؛ مجاز ليس بحقيقة؛ وإنما (أرضك) مبتدأ، و(كم) الخبر، مثل كيف (زيد)؟

وهي قسمان:

استفهامية تحتاج إلى جواب؛ بمعنى: أيّ عدد؟، فينصب ما بعدها، نحو: (كم رجلاً ضربت)؟

وخبرية لا تحتاج إلى جواب؛ بمعنى: عدد كثير، فيجرّ ما بعدها؛ نحو (كم عبدٍ ملكت).

وقد تدخل عليها (منْ)، كقوله: ﴿وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا﴾ [الأعراف:4]، ﴿وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ﴾ [الأنبياء:11].

وليست الاستفهامية أصلاً للخبرية؛ خلافاً للزمخشريّ حيث ادّعى ذلك في سورة (يس) عند الكلام على: ﴿ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا﴾ [يس:31].

ولم تستعمل الخبرية غالباً إلّا في مقام الافتخار والمباهاة؛ لأن معناها التكثير؛ ولهذا ميّزت بما يميّز العدد الكثير؛ وهو مائة وألف؛ فكما أن (مائة) تميّز بواحد مجرور؛ فكذلك (كم).

واعلم أن (كم) مفردة اللفظ، ومعناها الجمع؛ فيجوز في ضميرها الأمران بالاعتبارين، قال تعالى: ﴿وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ﴾ [النجم:26]، ثم قال: ﴿لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ﴾، فأتى به جمعاً وقال: ﴿وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا﴾ [الأعراف:4]، ثم قال: ﴿أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ﴾.

* أهم المصادر والمراجع:

- معجم الأدوات: راجي الأسمر.

- وانظر: لسان العرب: الإمام ابن منظور.

- وانظر: الإتقان في علوم القرآن: الإمام السيوطي.

- وانظر: معجم حروف المعاني: محمد حسن الشريف.

- وانظر: جواهر الأدب: أحمد الهاشمي.

- وانظر: معجم الأدوات والضمائر في القرآن الكريم: إسماعيل عمايرة وعبدالحميد السيد

 
 
دليل الأبحاث العلمية حول القرآن الكريم