رسم القرآن
 
 

مما لا شك فيه أن الصحف التي كانت قد كتبت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم والمصاحف العثمانية زمن عثمان , كانت كلها خالية عن التشكيل والنقط , وكان العرب في ذلك الوقت يهتدون إلى النطق السليم بوسيلتين :

إحداهما : السليقة العربية الأصيلة التي كانوا يتمتعون بها .

الثانية : التلقي والمشافهة فكان التلقي يزيد من وضوح الكتابة ويزيل ما قد يتصور من اللبس في النطق ببعض الكلمات .

هذا وقد مرّ النقط والتشكيل بثلاث مراحل :

الأولى : وضعت النقط في عهد علي بن أبي طالب الذي كلف أبا الأسود الدؤلي بذلك حسماً للخطأ في القرآن .

الثانية : وضعت النقط لتمييز الحروف عن بعضها البعض ( ب , ت , ث ) وذلك في عهد عبد الملك بن مروان الذي كلف الحجاج بن يوسف بهذا الأمر فأسند الحجاج ذلك إلى نصر بن عاصم  .

الثالثة : وضعت علامات الإعراب وهي الضمة والفتحة والكسرة والسكون وقد اتبعت طريقة التشكيل التي كان قد وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي .

ومن هذا الذي ذكرناه يتضح أن علم النحو لم يقعّد ويدون إلا خدمة لضبط القرآن .

وظلت الخطوات التحسينية في رسم القرآن مستمرة إلى يومنا هذا , ابتغاء تحقيق المزيد من ضبطه وتسهيل قراءته .

أما عن طباعة القرآن فقد ظهر مطبوعاً للمرة الأولى في البندقية في حدود سنة ( 1530م ) , ثم ظهرت أول طباعة إسلامية خالصة للقرآن في سانت بترسبوغ بروسيا سنة ( 1787م) , ثم عنيت الآستانة ابتداء من سنة ( 1877م ) بهذا الأمر .

 

 

المراجع

مباحث في علوم القرآن للدكتور صبحي الصالح

النحو العربي للدكتور مازن المبارك

 
 
دليل الأبحاث العلمية حول القرآن الكريم