القاعدة السادسة: الاقتصار على طبعةٍ واحدةٍ من المصحف
 
 

إن الله عز وجل قد قيَّضَ لكتابه خطَّاطين وكتبةً كتبوا آلاف النسخ بشتَّى المقاسات، ومن هذه المصاحف ما تنبَّه فيه الخطَّاطون إلى أمر يتعلق بالحفظ، فرأوا أن بداية الصفحة بأول الآية وانتهاءها بآخر آيةٍ مما يُسهَّل الحفظ، ويضبطُ المقادير، فلذلك ينصحُ كثيرٌ من أولي الخبرة باقتناء مصحف الحفَّاظ، وهو الذي تولى طبعه مجمَّع الملك فهد في المدينة المنورة.

وقد يخالفهم في ذلك غيرهم فينصحون بالحفظ في المصحف الذي تنتهي صفحته في وسط الآية، ويُعتمد فيه على تقسيم الجزء إلى أرباع، وذلك حتى يسهل على الحافظ ربطُ الصفحات بعضها ببعض دون عناء.

وعلى أية حال إذا حفظت بمصحف معيَّنٍ فلا تُغيَّر الطبعةَ التي حفظت بها حتى لا تتشوّشَ أماكنُ الآيات في ذاكرتك، وذلك لأن صورَ مواضع الآيات تنطبعُ في الذهن على حسب صفحاتها.

ولكن يلاحظُ على كثير ممن حفظ بمصحف الحفاظ أنه إذا انتهتِالصفحةً توقَّفَ ولم يستطيعْ أن يُكمل الصفحة الثانية، لأنّ ذاكرته استوعبتِ الحفظ كلوحاتٍ كل لوحةٍ مستقلَّة عن أختها.

ولذلك يُنصحُ هؤلاء بالتنبه إلى عمليَّة الربط التي سأتكلم عنها في القاعدة الثامنة، وأن يركَّزوا كثيراً على أواخر وأوائل الصفحات، وخاصة في الحفظ الأوليّ.

* أهم المصادر والمراجع:

- علم التجويد: د. يحيى الغوثاني.

- كيف تقرأ القرآن: د. يحيى غوثاني.

 
 
دليل الأبحاث العلمية حول القرآن الكريم