ها وهات وهل وهلم
 
 

ها

كلمة تستمل على ضربين: أحدهما: أن تكون اسماً سمّي به الفعل.

وثانيها: للتنبيه، ولها موضعان:

أحدهما: أن تلحق الأسماء المبهمة المفردة، نحو: «هذا»، وتنزل منزلة حرف من الكلمة، ولهذا يدخل حرف الجر عليه، كقوله تعالى: ( ومن هؤلاء من يؤمن به)[العنكبوت:47].

ويفصل به بين المضاف والمضاف إليه، كقوله: (لمثل هذا فليعمل العاملون)[الصافات:47].

الثاني: أن تدخل على الجملة، كقوله: (هأنتم أولاء تحبونهم) [آل عمران:119]، (هأنتم هؤلاء جادلتم عنهم) [النساء:109].

ويدلّ على دخول حرف التنبيه على الجملة، أنّه لا يخلو إمّا أن يقدّر به الدخول على الاسم المفرد، أو الجملة؛ لا يجوز الأول، لأنّ المبهم في الآيتين دخل عليهما حرف الإشارة؛ فعلم أنّ دخولها إنّما هو الجملة. ذكره أبو عليّ.

هات

فعل أمر لا يتصرّف، ومن ثم ادّعى بعضهم أنّه اسم فعل.

هَلْ

للاستفهام، قيل: ولا يكون المستفهم معها إلّا فيما لا ظنّ له فيه ألبتة؛ بخلاف الهمزة، فإنّه لا بدّ أن يكون معه إثبات.فإذا قلت: «أعندك زيد»؟ فقد هجس في نفسك أنّه عنده، فأردت أن تستثبته، بخلاف «هل». حكاه ابن الدّهان.

وقد سبق فروق في الكلام على معنى الاستفهام.

وقد تأتي بمعنى «قد»؛ كقوله تعالى: (وهل أتاك حديث موسى) [طه:9]، (هل أتاك حديث الغاشية) [الغاشية:1]، (هل أتى على الإنسان) [الإنسان:1].

وذكر بعضهم أن «هل» تأتي للتقرير والإثبات، كقوله تعالى: (هل في ذلك قسمٌ لذي حجر) [الفجر:5]، أي: في ذلك قسم. وكذا قوله (هل أتى على الإنسان)، على القول بأن المراد آدم، فإنّه توبيخ لمن ادّعى ذلك.

وتأتي بمعنى «ما»، كقوله: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظللٍ من الغمام) [البقرة:210].

وبمعنى «ألا» كقوله: (هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً) [الكهف:103].

وبمعنى الأمر، نحو: (فهل أنتم منتهون) [المائدة:91].

وبمعنى السؤال: (هل من مزيدٍ) [ق:30].

وبمعنى التمنّي: (هل في ذلك قسمٌ لذي حجر) [الفجر:5].

وبمعنى: «أدعوك»، نحو: (هل لك إلى أن تزكى) [النازعات:18]، فالجارّ والمجرور متعلّق به.

هَلُمَّ

دعاء إلى الشيء، وفيه قولان:

أحدهما: أن أصله «ها» و«لم» من قولك: لأمت الشيء، أي أصلحته، فحذف الألف، وركب.

وقيل: أصله: «هل أم»، كأنّه قيل: هل لك في كذا أمة أي قصد، فركّبا، ولغة الحجاز تركه على حاله في التثنية والجمع، وبها ورد القرآن، ولغة تميم إلحاقه العلامات.

* * *

* أهم المصادر والمراجع:

- الإتقان في علوم القرآن: النووي.

- الجنى الداني: المرادي.

- جواهر الأدب: سيد أحمد الهاشمي.

 
 
دليل الأبحاث العلمية حول القرآن الكريم