القاعدة السادسة عشرة:المراجعةُ المنظَّمَةُ تُثَبِّتُ المحفوظَ
 
 

إن المراجعة للمحفوظ لا تَقِلُّ أهمِّيَّتُها عن أهمية عملية الحِفْظ، فكما أننا أوْلَنَا الحِفْظَ اهتماماً بالغاً فكذلك ينبغي أن نُوْليَ المراجعةَ النصيبَ الأوفى والأفرَ من الاهتمام، بل إنَّ مرحلةَ المراجعة أهم بكثير من مرحلة الحفْظ برأيي؛ وذلك لأن الحِفْظَ سهلٌ هيِّنٌ على النفس، يتوقُ إليه لإنسان، وينشَطُ له بقليل من المرغِّبات، بينما المراجعةُ ثقليةٌ على نفس تحتاجُ إلى مجاهدةٍ وصبر، وثباتٍ واستمرارٍ، وخاصةً في المرحلة الأولى من تثبيت المحفوظ، ولذلك أفردتُّ لها فصْلاً خاصاً، تحدثتُ فيه عن كيفيتها والطرق المفيدة فيها.

أما هنا فيكفي أن أشير مجردَ إشارة إلى ضرورتها، وإلى أنها قاعدة مهمة، من القواعد المكمِّلة لعملية الحِفْظ، فلا يمكن أن يُستفاد من المحفوظ إن لم يُراجَع، وإذا لم يراجِعِ الإنسان ما حفظه فإنه بعد مدَّة من الزمن يحتاج إلى جهد جديد في إعادة الحِفْظ مرة أخرى.

قال جعفر الصادق: القلوب تُرْبٌ، والعِلْم غَرْسُها، والمذاكرة ماؤها، فإذا انقطع عن الترْب ماؤها جفَّ غَرسُها. وحم الله القائل:

فَأَدِمْ لِلْعِلْمِ مُذَاكَرَةً                                 فَدَوَامُ الْعِلْمِ مُذَاكَرَتُهْ

 

  • المصدر:

-          كيف تحفظ القرآن الكريم: د. يحيى الغوثاني.

-          دروس في ترتيل القرآن الكريم: الشيخ عبدالقادر شيخ الزور.

 
 
دليل الأبحاث العلمية حول القرآن الكريم