القاعدة السابعة عشرة: الفهْمُ الشامِلُ يؤدِّي إلى الحِفْظ المتكامِل
 
 

من القواعدِ المهمَّة أن يفهَمَ الإنسان ما يحفظُه قَدْرَ الإمكان، ولمن هل هذه قاعدة مطَّردة؟ هذا ما سنتبينه إن شاء الله تعالى:

من الملاحظ أن الطفل الصغير يحفظ بدون أن يفهم، وكذلك الأعجميّ، فقد رأيت من يحفظ القرآن كاملاً ولا يستطيع أن يتكلم كلمة بالعربية، وإذا سألتَه عن معنى كلمة فإنه لا يعرفها، وعلى هذا فإن قاعدة الفهْم ليستْ مطَّردةً في جميع الأحوال فينبغي أن نفرِّقَ بين الصغير والكبير.

والمراد بالفهْم: أن تستوعِبَ المشهدَ الذي تحفظه، بأن تتصور أهم أحداثه، وإذا مرَّتْ كلمةٌ غامضة فارجِعْ إلى تفسيرٍ ميسَّر لفهم معناها، فإنها عند ذلك ترسخ في الذهن، وتساعدك على استرجاع الآيات مرَّةً أخرى فيما بعد بإذن الله تعالى.

أما الطفل الصغير فلا يحتاج أن يعرف معنى كلِّ ما يحفظ، لأن عقلَه لا يَسْتَوْعِبُ كثيراً من المعاني المقصودة من الآيات، وربما شُرِحَتْ له بطريقة مبسطة ولكنها لا تنقل له المعنى الحقيقي للآيات، وربما يفهم معنى من المعاني بطريقة غير صحيحة فيبقى هذا الخطأ راسخاً في عقله لا يزول.

ولكن هناك حالة تُسْتثْنى من هذا التعميم، وذلك فيما إذا توقف حفظ الطفل، أو استصعبَ حِفْظَ آيةٍ من الآيات، فمن الممكن أن نشرح له معنى بعض الكلمات بإيجاز شديد، ويمكن أن تُحكى له قصّة مناسبة.

 

  • المصدر:

-          كيف تحفظ القرآن الكريم: د. يحيى الغوثاني.

-          دروس في ترتيل القرآن الكريم: الشيخ عبدالقادر شيخ الزور.

 
 
دليل الأبحاث العلمية حول القرآن الكريم