أصول قراءة حمزة
 
 

وقد روى عنه خلف وخلاد. فإن اختلف الراويان بينَّا أوجه الخلاف.

1- قرأ حمزة بوصل السورتين بغير بسملة بينهما. وما ذكر عنه أنه كان يخفى التعوذ فليس من طريق التيسير.

2- روى خلف ﴿الصراط﴾ حيث وقع بإشمام صوت الصاد زايا وروى خلاد ذلك فقط في الحرف الأول من الفاتحة فقط وهو ﴿إهدنا الصراط﴾ (آية 6).

3- أشم حمزة كل صاد ساكنة بعدها دال في أثنى عشر حرفاً وهي ﴿أصدق﴾ موضعين بالنساء (87، 122) و﴿يصدفون﴾ ثلاثة بالأنعام (46، 157موضعان) و﴿تصدية﴾ (الأنفال35) و﴿تصديق﴾ بيونس (37) ويوسف (111) و﴿فاصدع﴾ بالحجر (94) و﴿قصد﴾ بالنحل (9) و﴿يصدر﴾ بالقصص (23) والزلزلة (6). أما إشمام صاد ﴿المصطرون﴾ بالطور (37) و﴿بمصيطر﴾ بالغاشية (22) فهو بلا خلاف عن خلف والراجح عن خلاد من طريق التيسير (النشر جـ (2) ص378).

4- قرأ حمزة ﴿عليهم، وإليهم، ولديهم﴾ بضم الهاء. وكذا ضم الهاء والميم إذا وقعتا قبل ساكن وكان قبلهما ياء ساكنة أو كسرة نحو ﴿عليهُمُ الذلة، في قلوبهُمُ العجل﴾ وصلا.

5- قرأ حمزة ﴿بيت طّائفة﴾ بالنساء (81) بإدغام التاء في الطاء وقرأ بإدغام النون في النون من ﴿أتمدوّن﴾ بسورة النمل (36) وكذا أدغم التاء في الحرف الذي يليها من ﴿والصافات صّفا، فالزاجرات زّجرا، فالتاليات ذّكرا﴾ (الصافات 3،2،1). وكذا التاء في الذال من و﴿الذاريات ذّروا﴾ الذاريات (1) وأدغم خلاد وحده التاء في الذال من ﴿المقيات ذّكرا﴾ المرسلات (5) وكذلك التاء في الصاد من ﴿فالمغيرات صّبحا﴾ (العاديات 3) وهو الراجح له من طريق التيسير (النشر جـ1 ص300) ولا روم ولا إشمام الحمزة في الإدغام الكبير. مع ملاحظة إشباع المد في الألف أو الواو قبل الحرف المدغم.

6- أسكن حمزة الهاء من ﴿يؤدهْ إليك﴾ معاً بآل عمران (75موضعان) ﴿ونؤتهْ منها﴾ (آل عمران 145، والشورى 20) ﴿ونولهْ، ونصلهْ﴾ (بالنساء 115). وضم الهاء من ﴿لأهلِهُ امكثوا﴾ (طه 10) والقصص (29) وقصر الهاء من ﴿فيهِ مهانا﴾ بالفرقان (69). خلف ﴿يتقِه﴾ بالنور (52) بكسر القاف والهاء وصلتها بياء ورواها خلاد بالإسكان للهاء وهو الراجح من التيسير (النشر جـ1 ص307). وقرأ حمزة ﴿وما أنسانيهِ إلا﴾ بالكهف (63) و﴿عليهِ الله﴾ (بالفتح 10) بكسر الهاء فيهما.

7- قرأ حمزة بالإشباع للمد المتصل والمنفصل (6حركات).

8- قرأ حمزة بالاستفهام والتحقيق في ﴿ءأمنتم﴾ بالأعراف (124) والشعراء (49) وطه (71) و﴿ءإنكم لتأتون﴾ بالأعراف (81) و﴿أئن لنا﴾ بالأعراف (113) و﴿أئنكم لتأتون﴾ بالعنكبوت (28) و﴿ءأن كان﴾ بالقلم (14) وكذا ﴿ءأعجمي﴾ المرفوع بفصلت (44) وحذف الهمزة من ﴿يضاهون﴾ بالتوبة (30) وقرأ ﴿ياجوج وماجوج﴾ بالإبدال ألفا.

9- قرأ حمزة بترك السكت في سكتات حفص الأربعة وورد عنه من رواية خلف السكت على الهمزة من ال التي للتعريف نحو ﴿الأخرة﴾ وكذا السكت  على الساكن قبل همزة ﴿شيء﴾ المرفوع والمجرور ﴿شيئا﴾ المنصوب وذلك في الوصل. أما خلاد: فالراجح من طريق التيسير عنه عدم السكت مطلقاً لنها قراءة الداني على أبي الفتح. اما في الوقف فلخلف السكت على (أل) التي للتعريف والنقل في شيء وشيئاً. ولخلاد النقل في لام التعريف والإبدال والإدغام في شيء وشيئاً. هذا هو المقدم من طريق التيسير في الروايتين. أما السكت على المفصول نحو ﴿من آمن﴾ فهو مما ذكره الداني عن أبي الفتح في رواية خلف وليست طريقه في التيسير فليس لحمزة فيه إلا التحقيق وصلاً ووقفاً لأن النقل فيه من زيادات الشاطبية على التيسير فلا نقل فيه وقفاً ولا سكت فيه وصلاً أو وقفاً.

10- قرأ حمزة بتخفيف الهمز عند الوقف على المهموز من الكلمات. فإذا كان الهمز ساكناً فإنه يبدله حرف م من جنس حركة ما قبله. فإن كان ما قبل الهمز الساكن مكسوراً أبدله ياء نحو ﴿بئس، وهئ﴾ و﴿الأرض ائتيا﴾، فإن كان ما قبل الهمز الساكن مفتوحاً أبداله ألفاً نحو ﴿يَأْلمون﴾ و﴿المَلأ﴾، وإن كان ما قبل الهمز الساكن مضموماً أبدله واواً نحو ﴿المؤمنون﴾ و﴿إن امرؤ﴾، وله عند الوقف على ﴿أنبئهم﴾ بالبقرة و﴿نبئهم﴾ بالحجر والقمر إبدال الهمزة ياء مع كسر الهاء أو ضمها، وكسر الهاء مقدم في رواية خلف وضمها مقدم في رواية خلاد من طريق التيسير. ويعتبر المتطرف ساكناً في الوقف ويبدله نحو ﴿اقرأ، والملا، ولولو﴾، وله في ﴿رئيا﴾ بمريم (74) ﴿وتؤوى﴾ بالأحزاب (51) و﴿تؤويه﴾ بالمعارج و﴿رؤيا﴾ وما جاء منه نحو ﴿الرؤيا، رؤياك﴾ وجهان: الأول الإبدال والإدغام وقفا ﴿ريّا، توّى، وتوّيه﴾ وهو المقدم في رواية خلف. والثاني الإبدال فقط ﴿رِييَا، تُووِى، تُووِيه﴾ وهو المقدم في رواية خلاد من التيسير.

وإن كان قبل الهمز المتحرك حرف ساكن صحيح ألقيت حركته على ما قبله وحذف وقفاً نحو ﴿قرْءَان/مَسْئُولا/مذْءُومَا﴾ ﴿قُرَان/مَسُولا/مَذُوما﴾. وإن سبق الهمزَالمتوسط ألفٌ سهله وقفاً نحو ﴿نساؤكم/أنباؤكم﴾ مع المد والقصر. والمد أرجح. وإن كان الهمز متطرفا وقبله ألف نحو ﴿جَاء، السماءَ﴾ أبدل الهمز ألفاً فيجمع ألفان فيحذف أحدهما فينطق ﴿جا، السما﴾ بالقصر أو التوسط أو المد. والمد أرجح لأنه هو الذي رجحه الداني في التيسير، ويجوز فيه أيضاً التسهيل للهمز مع الروم إن كان مضموماً أو مكسوراً، وعليه يكون المد أو القصر في الألف قبل الهمز. والمد هنا أرجح لبقاء أثر الهمز ولا يجوز الروم مع المنصوب.

وإن كان قبل الهمز واو أو ياء زائدتان أبدل الهمز من جنس حركة حرف المد وأدغم فيه نحو خطيئة ﴿خطيّة﴾ النسئ﴾ قرؤ ﴿قرؤ﴾ وإن كان قبل الهمز واو أو ياء أصليتان نحو المسئ والسؤ ففيه وجهان:

1- النقل أي نقل حركة الهمز إلى الساكن قبله ثم إسكان حرف المد ﴿المُسِى والسُو﴾ وهو الراجح من رواية خلف.

2- الإبدال والإدغام ﴿المُسِىّ، السُوّ﴾ وهو الراجح من رواية خلاد.

وإذا كان الهمز مسبوقاً بمتحرك ففيه تسع صور

يبدل المفتوح بعد ضم واواً نحو مؤجلا ﴿موجلا﴾

ويبدل المفتوح بعد كسر ياء نحو فئة ومائة ﴿فِيَه، مِيَه﴾.

أما المضموم بعد كسر نحو ﴿أنبئونى﴾، ﴿مستهزءون﴾ فيجوز في همزه الحذف ﴿أنبونى﴾، ﴿مستهزون﴾ أو التسهيل.

أما الأخذ بمذهب الأخفش في المضموم بعد كسر والمكسور بعد ضم أي إبداله ياء أو واواً حسب حركة ما قبله نحو ﴿سنقرِئُك﴾ ﴿سنقريك﴾ ولؤلؤ ﴿لولو﴾. فالراجح أن ذلك يصح من رواية خلاد وحده لأنه هو الذي أخذ به أبو الفتح ولم يأخذ به أبو الحسن فلا يجوز من رواية خلف. واشترطوا أن يكون الهمز لام الكلمة نحو سنقرئك ولا يجوز في المنفصل نحو ﴿يشاء إلى﴾ كما اشترطوا موافقة الرسم فلا يجوز في نحو ﴿مستهزءون﴾ الأخذ به على مذهبهم أي إبدال الهمز ياء محضة لمخالفته الرسم وهذا ما نرجحه. وبه أخذ الداني وهو الراجح في النشر والولى في الأداء من طريق التيسير (النشر جـ(1) 444) فيجوز إذا في المضموم بعد كسر والمكسور بعد ضم التسهيل أو الأخذ بمذهب الأخفش بشروطه المذكورة.

وإذا كان الهمز مفتوحاً بعد فتح فيسهله نحو ﴿سأل﴾.

وإذا كان مضموماً بعد ضم نحو ﴿برءوسكم﴾ ففيه التسهيل وقفاً.

وإن كان مكسوراً بعد كسر فحكمه وقفاً التسهيل نحو ﴿بارئكم﴾.

وكذا المكسور بعد الفتح نحو ﴿تطمئن﴾ ففيه التسهيل.

وكذا المضموم بعد فتح نحو ﴿رؤف﴾ فحكمة التسهيل أيضاً بين بين وقفاً فتلك تسع صور للهمز المتوسط بنفسه.

وإذا كان الهمز متوسطاً بدخول حرف زائد على الكلمة كهاء التنبيه وياء النداء واللام والباء والواو والهمزة والفاء والسين والكاف نحو ﴿ها أنتم/يأدم/لأبويه/بأييكم/وأوحى/ءَأَنتم/فأوراى/سأوريكم/كأنهم﴾ ففيها وجهان: الأول التحقيق وهو المقدم من رواية خلف والثاني التخفيف وهو المقدم من رواية خلاد. أما لام التعريف نحو لام الأرض فتخفيفها السكت من رواية خلف والنقل من رواية خلاد كما تقدم. انظر (النشر جـ1 ص434). والتخفيف في غير لام التعريف يكون حسب ما بيناه في الصور التسع السابقة.

هذا مجمل المذهب القياسشي أو (التصريفي) في الوقف على المهموز عند حمزة. وجاء عن حمزة أيضاً المذهب الرسمي في الوقف على المهموز بما يوافق رسم المصحف فيبدل ما صورته الألف ألفاً نحو ﴿النشأة﴾ وما صورته الياء ياء نحو ﴿إيتائ﴾ وما صورته الواو واواً نحو ﴿العلمـؤا﴾ وما لم تصور فيحذفها، وبه نأخذ في رواية خلاد دون رواية خلف لأن طريق التيسير في رواية خلف عن أبي الحسن بن غلبون الذي رد هذا المهب ولم يكن يأخذ به. والعمدة في ذلك على النقل والتلقي فلا يجوز في ﴿ءاباؤكم﴾، ونحو ﴿نساؤكم﴾ الوقف بالواو ولا في ﴿أبنائكم﴾ الوقف بالياء فليس فيهما سوى التسهيل. (النشر جـ11 ص463).

هذا ويجوز الروم والإشمام في الهمز المخفف ما لم تبدل الهمزة المتطرفة فيه حرف مد وذلك في أربع صور:

1- فيما نقل إليه حركة الهمز ﴿المرء/دفء/شئ﴾

2- فيما خفف بالإبدال ياء وأدغم فيه ما قبله نحو ﴿برئ، النسئ﴾ وكذا ما كان واواً وأدغم فيه ما قبله نحو ﴿قرؤ، سؤ﴾

3- ما أبدلت الهمزة المتحركة فيه واواً أو ياء على التخفيف الرسمي نحو ﴿الضعفـوْ، إيتاىْ﴾.

4- ما أبدلت فيه الهمزة واواً أو ياء على مذهب الأخفش.

أما المبدل حرف مد فلا يدخله الروم ولا الإشمام إذا كان سكونه لازماً. نحو ﴿اقرأ، نبئ﴾ واختلف في جواز التسهيل بالروم إذا كان الهمز متطرفاً متحركاً بحركة غير الفتح نحو ﴿يبدأُ، من شاطئِ﴾ أو ما كان بعد ألف نحو ﴿الماء، من السماءِ﴾. والتسهيل بالروم مذهب الشاطبي وأنكره جمهور النحاة وصحح ابن الجزري جواز التسهيل بالروم وعدمه.

11- أدغم حمزة الذال من (إذ) في التاء نحو ﴿إذ تّأتيهم﴾ وفي الدال نحو ﴿إذ دّخلوا﴾ وذلك من الروايتين واختص خلاد وحده بإدغامهما في حروف الصفير الزاي والسين والصاد نحو ﴿إذ زّين/إذ سّيعتموه/ وإذ صّرفنا﴾. وأدغم حمزة من الروايتين الدال من (قد) في حروفها الثمانية نحو ﴿لقد جّاءكم/ولقد ذَّرأنا/ ولقد زّينا/ قد سّألها/ قد شّغفها/ ولقد صّرفنا/قد ضّلوا/لقد ظّلمك﴾ كما أدغم من الروايتين (تاء التأنيث) في حروفها الستة نحو ﴿كذبت ثّمود/وجبت جّنوبها/ خبت زّدناهم/كانت سّرابا/هدمت صّوامع/ حملت ظّهورها﴾ كما أدغم من الروايتين أيضاً لام (بل) في التاء والسين نحو ﴿بل تّأتيهم/ بل سّولت﴾ ولام (هل) في التاء والثاء نحو ﴿هل تّجزون/ هل ثّوب﴾. والمقدم في الأداء عن خلاد الإدغام في ﴿بل طّبع﴾ (النساء 155) وأدغم خلاد أيضاً الباء المجزومة في الفاء نحو ﴿يغلب فّسوف﴾ وله الوجهان في ﴿ومن لم يتب فأؤلئك﴾ بالحجرات (11)، وأدغم حمزة الثاء في التاء من ﴿أورثتّموها﴾ و﴿لبثتّ، لبثتّم﴾ حيث وقعت، وأدغم الذال في التاء من ﴿عذّت، نبذتّها﴾ وباب ﴿اتخذتم﴾ نحو ﴿أخذتم، اتخذتّ﴾ ونحوه، والدال في الذال من ﴿كهيعص ذّكر﴾ بمريم، والدال في الثاء ﴿من يرد ثّواب﴾، والباء في الميم من ﴿يعذب مّن يشاء﴾ آخر البقرة.

وأظهر خلف الباء عند الميم من ﴿اركب معنا﴾ (بهود 42) وأدغمها خلاد وهو المقدم في الأداء عنه. وأظهر حمزة النون عند الميم من ﴿طسم﴾ بالشعراء والقصص. وروى خلف وحده إدغام النون الساكنة أو التنوين في الواو أو الياء من غير غنة نحو ﴿من ولى، من يقول﴾ (انظر الوجه المقدم في الأداء (النشر جـ2 ص11) والمفردات ص100).

12- أمال حمزة كل ألف منقلبة عن ياء تحقيقاً حيث وقعت في اسم أو فعل إمالة كبرى نحو ﴿الهدى، سعى، موسى﴾. ويعرف اليائي من الأسماء بالتثنية نحو (هدى- هديان) ويعرف اليائي من الأفعال بنسبة الفعل إلى المتكلم... فتظهر فيه الياء فتقول في (سعى) سعيت وقضى (قضيت) فإن ظهرت الواو فهو واوي لا يمال فمن الأسماء (صفا- صفوان، عصا- عصوان). وفي الأفعال نحو (دعا- دعوت، علا- علوت) كما أمال ما كان على وزن فعلى بفتح فاء الكلمة أو ضمها أو كسرها نحو ﴿أسرى، طوبى، إحدى﴾ وكذا ما كان على وزن فعالى نحو ﴿يتامى وكسالى﴾.

وأمال كل ألف متطرفة رسمت ياءً بالمصحف نحو ﴿متى، بلى، عسى، يا أسفى﴾ و﴿أنّى﴾ (الاستفهامية) واستثنى من ذلك خمس كلمات هي: (لدى وإلى وحتى وعلى وما زكى).

وأمال من الواوى ﴿الربا، الضحى، القوى﴾. وكذا المزيد من الفعل الثلاثي الواوي لأنه يصير بالزيادة يائياً نحو ﴿أدنى، تزكى، زكاها﴾ وأمال ألفات فواصل الآى في السور الاحَدَ عشَر المذكورة عند رواية ورش وهي سور (طه، النجم، المعارج، القيامة، النازعات، عبس، الأعلى، الشمس، الليل، الضحى، العلق) فأمال ما يقبل الإمالة منها إلا ﴿دحاهاَ﴾ بالنازعات و﴿تلاها، وطحاها﴾ بالشمس و﴿سجى﴾ بالضحى.

وكذا الألف المبدلة من التنوين نحو ﴿هَمْساً﴾ ففتحها، واستثنى حمزة من اليائي كلمات فتحهن وهي ﴿خطايا﴾ حيث وقع نحو ﴿خطايانا/ خطاياكم/ خطاياهم﴾ و﴿هدان﴾ بالأنعام (80) و﴿عصانى﴾ بإبراهيم (36) ﴿وما أنسانيه﴾ بالكهف (63) ﴿أوصانى﴾ بمريم (31) ﴿محياهم﴾ بالجاثية (21). و﴿آتان﴾ بالنمل(36) و﴿آتاني﴾ بمريم (30) و﴿أحيا﴾ حيث وقع إلا ما كان مسبوقاً بالواو نحو ﴿وأحيا﴾ بالنجم (44) و﴿نحيا﴾ بالمؤمنون (37) والجاثية (24) فأماله. وفتح ﴿هداى، ومثواى، ومحياى، والرؤيا، ورؤيا﴾ حيث وقعت و ﴿مشكاة﴾ بالنور (35) و﴿مرضاة﴾ حيث وقع و﴿حق تقاته﴾ بآل عمران (102) ففتحها جميعاً.

وأمال حمزة الراء دون الهمزة وصلاً من ﴿تراءَ الجمعان﴾ بالشعراء (61) فإن وقف أمال الراء والهمزة. وأمال خلف النون والهمزة من ﴿نأى﴾ بالإسراء (83) وفصلت (51) وأمال خلاد الهمزة وحدها. وأمال خلف وحده ﴿ضعافاً﴾ بالنساء (9) و﴿أتيك﴾ بالنمل (36) وقد ورد الخلاف فيهما عن خلاد، لكن الأرجح له فيهما الفتح لأنها الداني على أبي الفتح وهي طريق الرواية (النشر جـ2 ص63). وأمال حمزة الراء والهمزة في ﴿رأى﴾ لواقعة قبل متحرك نحو ﴿رءا كوكبا﴾ ونحو ﴿راءها تهتز﴾. وأمال الراء فقط إن وقعت قبل ساكن نحو ﴿رءا القمر﴾ هذا في الوصل، فإن وقف على ﴿رأى﴾ أمال الراء والهمزة معاً. وأمال حمزة الألف التي هي عين الفعل الماضي الثلاثي من عشرة أفعال هي ﴿زاد، شاء، جاء، خاف، خاب، طاب، زاغ، ران، ضاق، حاق﴾ واستثنى ﴿زاغت﴾ في الأحزاب (10) وص (63). وأمال الراء من ﴿اآـر، واآـمـر﴾ والهاء من ﴿طه﴾ والياء من فاتحتي مريم ويس والطاء من ﴿طه، طسم، طس﴾ والحاء من ﴿حم﴾ في سورها كما أمال ﴿كلاهما﴾ بالإسراء (23) وقلل حمزة من الروايتين الألف الواقعة قبل الراء المتطرفة المكسورة في ﴿البوار/ القهار﴾. وقلل خلف وحده الألف الواقعة بين رائين إذا كانت الثانية منهما متطرفة مكسورة نحو ﴿الأبرار/قرار﴾ وأمالها خلاد إمالة كبرى.

وقد ذكر في الشاطبية وشروحها موافقة خلاد في تقليل ذلك لكن الأرجح لخلاد إمالتها إمالة كبرى لأن ذلك طريق رواية الداني عن أبي الفتح كما يتضح من النشر ومن مفردات الداني (النشر جـ2 ص59، المفردات ص299، وكذلك جامع البيان للداني مخطوط). وقلل حمزة من الروايتين ﴿التوراة﴾ حيث وقعت.

وتمتنع الإمالة لكل القراء إذا سقطت الألف وصلاً من أجل تنوين أو ساكن نحو ﴿مفترى وما سمعنا﴾، ﴿موسى الكتاب﴾، وتمال وقفاً حسب أصول كل قارئ.

13- قرأ حمزة بإسكان الياء من ﴿بيتى﴾ بالبقرة (125) والحج (26) ونوح (28) ﴿وجهي﴾ بآل عمران (20) والأنعام (79) و﴿يدى إليك، وأمي﴾ بالمائدة (28، 116) و﴿أجرى إلا﴾ بيونس (72) وهود (29، 51) والشعراء الخمسة (109، 127، 145، 164، 180) وسبأ (47) و﴿ربى الذي﴾ (بالبقرة (258) و﴿حرم ربى الفواحش﴾ بالأعراف (32) و﴿آياتى الذين﴾ بالأعراف (146) و﴿لعبادى الذين﴾ بإبراهيم (31) و﴿آتانى الكتاب﴾ بمريم (30) و﴿مسنى الضر، عبادى الشكور﴾ بسبأ (13) و﴿مسنى الشيطان﴾ بسورة ص (41) ﴿أرادنى الله، يا عبادي الذين أسرفوا﴾ بالزمر (38، 53) و﴿أهلكنى الله﴾ بالملك (29) ﴿ولى فيها﴾ بطه (18) ﴿لى عليكم﴾ بإبراهيم (22)، ﴿ولي نعجة، ولي من علم﴾ بص (23، 69) ﴿ولى دين﴾ بالكافرون (6) و﴿مالى لا أرى﴾ بالنمل (20) ﴿ومالى لا أعبد﴾ بيس (22)﴿معى﴾ في مواضعها (بالأعراف (105) وبالتوبة 83 موضعيان) و﴿معى﴾ صبرا بالكهف (67، 72، 75) والأنبياء (24) والشعراء (62، 118) والقصص (34) والملك (28) أحد عشر موضعاً.

14- قرأ حمزة بإثبات الياء وصلا في ﴿دعائي﴾ بإبراهيم (40) وإثبات الياء وصلاً ووقفاً في ﴿تمدونّي﴾ بالنمل (36) مع الإدغام والمد المشبع قبل النون وقرأ بحذف الياء من ﴿فما آتان الله﴾ وصلاً ووقفاً بالنمل (36) والله أعلم.

 

* المصدر:

- تعرف بالقرّاء العشر وأصول قراءاتهم: الشيخ علي النحاس.

 
 
دليل الأبحاث العلمية حول القرآن الكريم