أنَّى
 
 

مشتركة بين الاستفهام والشرط، ففي الشرط تكون بمعنى «أين»، نحو: «أنّى يقمْ زيد يقمْ عمرو».

وتأتي بمعنى «كيف»، كقوله تعالى: ﴿أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ [البقرة:259]. ﴿أَنَّى لَهُمُ﴾ [محمد:18]، ﴿أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ [التوبة:30].

﴿فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾ [البقرة:223]، أي: كيف شيئم، مقبلة ومدبرة.

وقال الضحاك: متى شئتم، وهو طبق سبب النزول.

وتجيء بمعنى «من أين»، نحو: ﴿أَنَّى لَكِ هَذَا﴾ [آل عمران:37]. وقوله: ﴿أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ﴾ [آل عمران:47].

﴿أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ﴾ [مريم:8].

قال ابن فارس: والأجود أن يقال في هذا أيضاً «كيف» وقال ابن قتيبة: المعنيان متقاربان.

وقرئ شاذاً: ﴿أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا﴾ [عبس:25].أي: «من أين»، فيكون الوقف عند قوله: ﴿إِلَى طَعَامِهِ﴾ [عبس:24].

وتكون بمعنى «متى»، كقوله تعالى: ﴿أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ [البقرة:259]. وقوله: ﴿قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا﴾ [آل عمران:165]، ويحتمل أن يكون معناه: «من أين».

والحاصل أنّها للسؤال عن الحال وعن المكان.

قال الفراء: «أنّى» مشاكلة لمعنى «أين» إلا أنّ «أين» للموضع خاصة، «وأنى» تصلح لغير ذلك.

وقال ابن الدهان: فيها معنّى يزيد على «أين»، لأنّه لو قال: أين لك هذا؟ كان يقصّر عن معنى «أنى لك» لأن معنى «أنّى لك» «من أين لك»، فإنّ معناه مع حرف الجرّ، [نّه يرى أنّه وقع في الجواب، كذلك قوله: ﴿هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ﴾ [آل عمران:78]، ولم يقل: هو عند الله. وجواب «أنّى لك» غير جواب «من أين لك هذا»، فاعرفه.

* * *

 

 

* أهم المصادر والمراجع:

- معجم الأدوات: راجي الأسمر.

- وانظر: لسان العرب: الإمام ابن منظور.

- وانظر: الإتقان في علوم القرآن: الإمام السيوطي.

- وانظر: معجم حروف المعاني: محمد حسن الشريف.

- وانظر: جواهر الأدب: أحمد الهاشمي.

- وانظر: معجم الأدوات والضمائر في القرآن الكريم: إسماعيل عمايرة وعبدالحميد السيد

 
 
دليل الأبحاث العلمية حول القرآن الكريم