في
 
 

تجيء لمعان كثيرة:

للظرفية:

ثم تارةً يكون الظرف والمظروف حسيين، نحو: «زيد في الدار»؛ ومنه: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ﴾ [المرسلات:41]، ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي29/89وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ [الفجر:29-30]، ﴿وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾ [النمل:19]، ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ﴾ [الأحقاف:18].

وتارة يكونان معنويين؛ نحو: «رغبت في العلم»، ومنه: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ [البقرة:179].

وتارة يكون المظروف جسماً، نحو: ﴿إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ﴾ [الأعراف:60].

وتارة يكون الظرف جسماً، نحو: ﴿فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ﴾ [البقرة:10].

والأول حقيقة، والرابع أقرب المجازات إلى الحقيقة.

وتجيء بمعنى «مع»، نحو: ﴿فِي تِسْعِ آيَاتٍ﴾ [النمل:12]، ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي﴾، على قول. وبمعنى «عند»، نحو: ﴿وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ﴾ [الشعراء:18].

وللتعليل: ﴿فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ﴾ [يوسف:32].

وبمعنى «على» كقوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ﴾ [يونس:22]؛ بدليل قوله: ﴿فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ﴾ [المؤمنون:28]، وقوله: ﴿وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ﴾ [طه:71] لما في الكلام من معنى الاستعلاء.

وقيل: ظرفية؛ لأن الجذع للمصلوب بمنزلة القبر للمقبور؛ فلذلك جاز أن يقال: «في».

وقيل: إنّما آثر لفظة «في»للإشعار بسهولة صلبهم؛ لأنّ «على» تدلّ على نبوّ يحتاج فيه إلى تحرّك إلى فوق.

وبمعنى «إلى»، نحو: ﴿فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا﴾ [النساء:97]، ﴿فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ﴾ [إبراهيم:9].

وبمعنى «من» ﴿وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا﴾ [النحل:89].

وللمقايسة وهي الداخلة بين مفضول سابق وفاضل لاحق، كقوله تعالى: ﴿فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾ [التوبة:38].

وللتوكيد، كقوله تعالى: ﴿ارْكَبُواْ فِيهَا﴾ [هود:41].

وبمعنى «بعد»: ﴿وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ﴾ [لقمان:14]أي:بعد عامين.

وبمعنى «عن» كقوله: ﴿فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى﴾ [الإسراء:72]، قيل لمّا نزلت: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ [الإسراء:70]، لم يسمعوا ولم يصدقوا؛ فنزل: ﴿وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى﴾ أي: عن النعيم الذي قلناه، ووصفناه في الدنيا، فهو في نعيم الآخرة أعمى إذا لم يصدق.

* * *

* أهم المصادر والمراجع:

- معجم الأدوات النحوية في القرآن: راجي الأسمر.

- الإتقان في علوم القرآن: الإمام السيوطي.

- حجة القراءات: ابن زنجلة.

- معجم لسان العرب: ابن منظور.

 
 
دليل الأبحاث العلمية حول القرآن الكريم